ارتفاع تدريجي لنسب إشغال الفنادق مع تراجع لافت لدرجات الحرارة في النيابة

الجبل الأخضر يستعد لاستقبال زوار الموسم الصيفي بخيارات سياحية متنوعة

...
...

 

 

< السياحة الجيولوجية تجذب الأكاديميين والمختصين إلى تكوينات الجبل

< إطلالات جبلية بانورامية تميز مختلف المنشآت الفندقية

< عروض جذابة تناسب مختلف فئات الزوار من داخل وخارج السلطنة

 

نزوى - الرؤية

يَشْهَد الموسم السياحي الصيفي بالجبل الأخضر في محافظة الداخلية، إقبالا كبيرا من الزوار داخل السلطنة وخارجها؛ للاستمتاع باعتدال الطقس والمقومات الطبيعية المتنوعة التي تزخر بها؛ حيث يعدُّ الجبل الأخضر من أهم الوجهات السياحية التي تشهد تنامي الحركة السياحية على مدار العام، وزيادة الاستثمارات في المنشآت الفندقية لمواكبة النمو في أعداد الزوار.

وقال خليفة بن صالح البوسعيدي نائب والي نزوى في نيابة الجبل الأخضر: إنَّ الجبل الأخضر من أهم الوجهات السياحية في السلطنة على مدار العام، ويتميَّز بارتفاعه الشاهق إلى 3000 متر، وطقسه العليل المعتدل صيفاً والبارد شتاءً؛ ابتداءً من الطريق المتعرِّج من بركة الموز صعوداً إلى النيابة؛ حيث يَرَى الزائر فيه المناظر الرائعة والتكونات الصخرية الجميلة، إضافة لتعدُّد المناظر الطبيعية الخلابة التي تحتوي على أشجار برية معمرة؛ ومنها: العلعلان والعتم والبوت والنمت، وكذلك النباتات العطرية والطبية، إلى جانب البيئة الصخرية التي تستقطب هواة المغامرات ومحبي رياضة المشي وتسلق الجبال.

وأوضح البوسعيدي أنه يوجد بالنيابة عددٌ كبيرٌ من الكهوف الطبيعية والجيولوجية العجيبة في تكويناتها وتشكيلاتها بين سلاسل الجبال العالية، وتضمُّ معلومات تاريخية وأثرية تضاف إلى رصيد التراث العماني، إلى جانب المناظر المدهشة للقرى والحارات القديمة التاريخة ومعالمها الأثرية وهندسة الأجداد والآباء في تشييدها، والإبداع في تصميم المدرجات الزراعية المرصوصة جدرانها بالحجارة والمربوطة بشبكة من الممرات والسواقي والمزروعة بمختلف أصناف أشجار الفاكهة والورد والقرى الأثرية والممرات الجبيلة والأفلاج والعيون.

وأضاف البوسعيدي: تتميَّز السياحة الصيفية بالجبل الأخضر باعتدال الطقس؛ مما يُشجِّع العائلات العمانية والخليجية على زيارة الجبل الأخضر، وتشهد نيابة الجبل الأخضر تطورا في مختلف المجالات التنموية والسياحية التي تخدم السكان والزوار؛ لذا نتوقع زيادة تدفق الأفواج السياحية للنيابة خلال هذا الفصل الصيفي من داخل السلطنة وخارجها لقضاء أجمل الأوقات مع الأجواء الباردة والطبيعة الساحرة، وقد بذلتْ الحكومة الرشيدة الكثير من الجهود في تهيئة الظروف المناسبة ليقوم القطاعين السياحي والفندقي بأدوارهما في توفير أماكن السكن والإقامة بالجبل، وحاليا يوجد بالجبل عدة خيارات للسائح والمواطن، وكل من يرغب في زيارة الجبل الأخضر والاستمتاع بجوه الرائع وطبيعته الخلابة.

وعن الاستثمارات السياحية في الجبل الأخضر، قال البوسعيدي: تشكل العقارات، والمحلات التجارية، والمنتجعات السياحية والفنادق والشقق الفندقية والاستراحات الراقية، أبرز الاستثمارات في المجال السياحي. وقد استعدَّت جميعها لاستقبال الزوار وتقديم كافة التسهيلات المريحة لهم، لافتا إلى وجود بيئات متنوعة في الجبل الأخضر تُسهم في جذب السياح للجبل كالزراعة والنباتات والحيوانات النادرة وغيرها.

وتروِّج وزارة السياحة للجبل الأخضر كأحد الوجهات السياحية الرئيسية في السلطنة على مدار العام في مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والمعارض والملصقات والمنشورات والكتيبات والمطويات. ويُوجد عند مدخل الجبل الأخضر مكتب للخدمات السياحية تابع لوزارة السياحة يُوفر البيانات والمعلومات وإرشادات السلامة والاحتياطات اللازمة.

وتبذل المنشآت السياحية ذات فئة الخمسة نجوم جهودا في الترويج لمزارات الجبل الأخضر؛ من خلال مشاركاتها في المعارض السياحية العالمية، وكذلك عبر مواقعها الإلكترونية في علاماتها التجارية العالمية وحسابات التواصل الاجتماعي.

وتعدُّ محمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية -والتي تشرف عليها وزارة البيئة والشؤون المناخية- أحد أفضل الأماكن السياحية التي يُمكن للزائر أن يستمتع بمشاهدة المناظر الطبيعية، وأُعلِنت المحمية بموجب المرسوم السلطاني 80/2011م الصادر في 17 أغسطس عام 2011، ‏وتشهد المحمية تنوعًا أحيائيًّا متفردًا؛ حيث تنتشر فيها أنواع نباتية مختلفة؛ مثل: السدر، والسمر، واللثب، والنمت، والبوت، والقصم، وأشجار الزيتون البري، وغابات أشجار العلعلان. أما عن البيئة الفطرية، فتضمُّ المحمية أنواعًا مختلفة من الحيوانات كالوعل العربي، والذئب العربي، والثعلب الجبلي، وأيضا تمَّ تسجيل أكثر من 71 نوعا من الطيور؛ أشهرها: الحجل العربي، والبلبل، والحمام الجبلي، وحمام الخشب، والنسر المصري، والعقاب الذهبي.

وتشكِّل الزراعة في الجبل الأخضر منتجا سياحيا مُمتعاً في مشاهدته والتعرُّف عليه، خصوصا الزراعة على المدرجات الجبلية، والتي تشمل: محاصيل الرمان والجوز واللوز والتين والخوخ والمشمش والكمثري والتفاح والعنب والبوت، فضلا عن اشتهار الجبل الأخضر بزراعة البنات العطرية؛ مثل: الورد والجعدة...وغيرها، كما تعد شجرة العلعلان من الأشجار النادرة بالجبل الأخضر.

وعن السياحة الجيولوجية، قال الأكاديمي السابق بجامعة السلطان قابوس الدكتور محمد بن حميد الوردي: يتميَّز الجبل الأخضر بثرائه الجيولوجي من حيث تنوُّع الصخور والمستحثات المتكشفة بالجبل؛ حيث يتواجد نوعان من الصخور بالمنطقة؛ وهي: الصخور القديمة ذات طبيعة متحولة وتتميز بألوانها الزاهية المتنوعة، ويبلغ عمرها أكثر من 500 مليون سنة، وتتواجد في منخفضات الشريجة وسيق وحيل اليمن. إلى جانب الصخور الجيرية المتكشفة في كافة أرجاء هضبة الجبل الأخضر، والتي يقصدها الجيولوجيون من كافة دول الخليج لدراستها عن كثب للتعرف على خصائصها ومميزاتها.

وتتوافر بالجبل الأخضر منشآت فندقية من تصنيفات فندقية مختلفة؛ منها: ذات الخمسة نجوم، وتشغلها علامات عالمية في عالم السياحة والسفر؛ مثل: فندق أليلا الجبل الأخضر الذي يعد من أرقى فنادق الجبل الأخضر من فئة 5 نجوم، لما يتميّز به من مرافق كالمسابح الداخلية والخارجية، والنادي الصحي، ومسارات التجوال، إضافة للأنشطة الترفيهية مثل ركوب الخيل، رحلات السفاري، كما يُوفر إطلالات جبلية رائعة من شرفات الغرف.

ومُنتجع أنانتارا الجبل الاخضر الذي يعدُّ أرقى فنادق السلطنة ويتميّز بالهدوء، وإطلالات طبيعية خلّابة، كما يضم المسابح الحارة، ومسابح الأطفال الخاصة وملاعب التنس. وفندق الجبل الأخضر ذي النجمتين؛ إذ يتميّز الفندق بإطلالته الجبلية البانورامية الرائعة مع أجنحته الواسعة كاملة التجهيزات... وغيرها من المنشآت الفندقية كالشقق الفندقية التي توفر خيرات واسعة للأسر.

وتستعدُّ الفنادق والمنتجعات والمنشآت السياحية لموسم الصيف السياحي من خلال تقديم باقة من العروض وتجهيز مناطق التخييم وإعداد البرامج والرحلات الصيفية والأنشطة المتعددة التي تتناسب مع السياح في فترة تواجدهم بالمناطق السياحية؛ دعماً لرفع نسبة الإشغال للموسم الصيفي لهذا العام.

من جهته، قال مالك بن حمد بن خلفان المدير الإداري بفندق الجبل الأخضر للشقق الفندقية: إنَّ السياحة تنشط في الجبل الأخضر خلال الشتاء والربيع والصيف، ويؤدِّي ذلك إلى ارتفاع نسب الإشغال بالفندق لتصل إلى أعلى درجاتها؛ إذ تنخفض درجات الحرارة في موسمي الصيف والشتاء، ويكثُر السياح في فترة الصيف خصوصا العمانيين ثم الجنسيات الأخرى من دول الخليج والهند وباكستان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وجنوب شرق آسيا.

وأوضح أنه وبمجرد وصول السائح للفندق يجري تعريفه بطبيعة المنطقة والبيئة السكانية، وإعداد برامج تتناسب مع رغباته في فترة تواجده بالجبل الأخضر، ويزور السياح معظم مناطق الجبل الأخضر ومن بينها القرى الأثرية التي تمتاز بالمعمار العماني القديم والمناطق الزراعية التي يتم فيها إنتاج ماء الورد وحصاد الرمان والعنب. وهناك العديد من الأنشطة التي يقوم بها السياح، خصوصا في فترة الصباح؛ ومنها: التخييم وممارسة التسلق على الجبال والتنزه بين الأودية والتسوق من منتجات الجبل الأخضر.

تعليق عبر الفيس بوك