أكبر صانع دراجات في العالم: "صنع في الصين" شعار من الماضي

ترجمة- رنا عبد الحكيم

أعلنت "جاينت" أكبر شركة مصنعة للدراجات في العالم عن نقل إنتاج الطلبيات المتجهة إلى الولايات المتحدة من منشآتها في الصين إلى مركزها الرئيسي في تايوان، في أعقاب فرض الإدارة الأمريكية لرسوم جمركية على الواردات الصينية.

وقالت رئيسة الشركة بوني تو في مقابلة مع وكالة بلومبرج الإخبارية في مقر مدينة تايتشونغ بمدينة جيانت في تايوان: "عندما أعلن ترامب عن خطة لزيادة الرسوم الجمركية بنسبة 25%، أخذناها على محمل الجد.. بدأنا نتحرك قبل أن يغلق ترامب فمه"، في إشارة منها لسرعة تحرك الشركة لمواجهة أية احتمالات. وأضافت أن عصر "صنع في الصين" قد انتهى.

وشركة جيانت جزء من عدد متزايد من الشركات العالمية التي تعمل على تحويل الإنتاج إلى خارج الصين كرد فعل لتوتر العلاقات التجارية بين القوتين العظمتين. وأصبحت شركة Intel هذا الأسبوع أحدث شركة تقول إنها تراجع سلسلة التوريد العالمية، في حين أن شركة Li & Fung Ltd.، أكبر مورد للسلع الاستهلاكية في العالم، قالت إن الحرب التجارية تحفزها على التنويع بعيداً عن الصين.

وقالت تو: "في العام الماضي، لاحظت أن عصر ’صنع في الصين‘ والتوريد على مستوى العالم قد انتهى". فقد أغلقت الشركة المصنعة للدراجات الجبلية والسباقات مصنعًا واحدًا في الصين في نهاية عام 2018 ونقلت معظم الطلبات الأمريكية خارج البلاد. وأعلنت  شركة جاينت في يوليو الماضي عن إنشاء مصنع في المجر ووصقت تو هذه الخطوة بأنها "نقل الإنتاج بالقرب من السوق الخاص بك هو اتجاه آخر".

وتمتلك جاينت حاليًا مصنعًا واحدًا في كل من تايوان وهولندا، ولا يزال لديها خمسة مصانع في الصين. وسيعمل الموقع التايواني على العمل بنظام الفترتين لتصنيع الطلبيات المنقولة من الصين. وقالت الشركة إنها تسعى للحصول على شريك في جنوب شرق آسيا.

وردد الرئيس التنفيذي لشركة Li & Fung  نفس ما قالته  تو، معتبرا أن الصين كانت مصنع العالم لأنها فعالة للغاية في إنتاج السلع. وقال الرئيس التنفيذي لشركة سبنسر فونج في عرض تقديمي في هونج كونج: "أصبحت المصادر لأي صناعة سهلة للغاية". وقال فونج "لقد وضعوا كل بيضهم في سلة الصين لأن الصينيين قادرون للغاية.. الآن الحرب التجارية تجبر الناس بشكل أساسي على إعادة التفكير في إستراتيجية المصادر العالمية بأكملها والتنويع بعيداً عن الصين".

ولاحظ المستثمرون والمحللون رغبة شركة جاينت في توجيه الطلبيات بسرعة بعيدا عن الصين، التي تعتبر منذ فترة طويلة مصنعا منخفض التكلفة في العالم.

وأضافت تو أن الرسوم الجمركية تضيف 100 دولار في المتوسط إلى سعر الدراجات المصنوعة في الصين ويتم تصديرها إلى الولايات المتحدة، مقارنة بتلك التي تتم في مناطق التعريفة الصفرية، في إشارة منها إلى الدوافع المنطقية للانتقال إلى الموقع التايواني.

ومع ذلك، يأتي هذا الانتقال مع ارتفاع تكاليف رواتب الموظفين وعدم وجود اقتصاد يشبه الصين في الحجم بالنسبة للموردين. ورفضت تو ربط تكاليف النقل بهذه المعادلة، وقالت "النتيجة النهائية للشركة ستكون أفضل بدون الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين".

ولهذا السبب فإن جاينت منفتحة على إعادة الإنتاج إلى مصانعها الصينية إذا تمكنت الولايات المتحدة والصين من إبرام صفقة تجارية. وقالت تو إنه إذا قررت أمريكا إلغاء الرسوم الجمركية البالغة 25%، فستعود الشركة إلى الإنتاج من الصين على الفور.

تعليق عبر الفيس بوك