رؤوس أقلام

حسين بن علي الغافري

خسر التانجو مجدداً أولى لقاءاته في كوبا أمريكا أمام كولومبيا، خسارة جاءت في وقت اعتقد الغالبية بأننا سنشاهد ردة فعل مغايرة لميسي وزملائه، خصوصاً بعد تحفيز البرغوث لبقية اللاعبين في منتخب بلاده بأنه غير نادم على كل الكبوات التي تعرض لها، وهو أمام فرصة للتحدي مجدداً، خسر المنتخب بثنائية أضف لها تبديلات غير مفهومة من المدرب. فكيف يخرج مهاجم ويلعب بآخر يميل إلى الطرف في وقت أنت بحاجة فيه إلى التهديف. ولعلَّ المباراة القادمة ستظهر لنا أكثر شكل المنتخب، واستيعاب أوضح لهذا اللغز الغامض والمستمر في كل بطولة. ولكن بعقلانية ماذا ينقص منتخب كالأرجنتين ولاعبين كميسي وأجويرو ودي ماريا وغيرهم من الكتيبة المعروفة من أن تنتصر؟ وإن حققوا الانتصار فهو بمعاناة ومشقة؟ ماذا ينقص هذا المنتخب الذي يحير العالم بتراجع مستوياته ويحير المتابعين عن غياب قائده في مثل هذه الظروف في وقت يطرب ويمتع ويقدم ما يحلو له مع برشلونة؟ هل هو غياب الإنسجام أم اختيارات الأرجنتين المستمرة في تعيين مديرين فنيين غير موفقة؟

يعمل الملكي هذه الأيام بوتيرة متسارعة، ويعجّل من إنهاء سوقه الصيفي الساخن بعدد من النجوم الكبار. توقيت الانتدابات مهم جدًّا في هذه الأيام لعدة أسباب؛ أولها: ضمان تواجدهم في تحضيرات الموسم الجديد، وتجاوز الدخول في المزايدات المستمرة مع بقية الأندية، وثالثهم وهو الأهم: تحقيق رغبات زين الدين زيدان في توليفة من طلباته تحقق عودة الفريق إلى مجده الأوروبي والمحلي، قبل أن يتفرغ في وقت آخر لبيع غير المرغوب فيهم. ومع استمرار الفريق في جلب الاحتياجات اللازمة وبناء مجموعة متكاملة بطموحات كبيرة يمكن القول بأن الفريق بات مُستعداً للدخول في رهان جديد كما ذكرنا. وهو ما يشي بأن الموسم المقبل سيكون صعباً ومشوقاً بتواجد برشلونة في صراع اللقب المحلي رفقة غريمه. لا ننسى كذلك أتلتيكو سيميوني الذي كان ولا يزال رقماً صعباً، فضلاً عن التوليفة الحالية التي يتمتع بها الخفافيش فالنسيا وأشبيلية.

بغياب نيمار بات العبء الأكبر ينصب على أكتاف زميله كوتينهو لقيادة منتخب السامبا على أرضه وبين جمهوره، ولعل كوتينهو أثبت مبكراً أنه قادر على ما وُكِل عليه ووضعه ببرشلونة المتذبذب لا يعني أنه سيكون كذلك مع البرازيل. البرازيل في الوقت الحالي يبدو أكثر قوة عمَّا عاشه المنتخب في السنوات الأخيرة خصوصاً بعد صدمة سباعية ألمانيا في نصف نهائي كأس العالم 2014م، منتخب البرازيل يحاول اكتشاف نفسه قبل كل شيء، وبالتالي هو بحاجة للعمل الهادئ المتزن، بحاجة لعطاء أكبر من كل الأسماء، بحاجة إلى كوتينهو ليفربول وكوتينهو مونديال روسيا 2018. لذلك فالمنتخب لا أستبعد وصوله إلى المباراة النهائية؛ فالمجموعة الحالية تبشر باتزان واضح في مختلف الخطوط وبنسبة أقل في الخط الأمامي.