أكدت أن الأحداث الأخيرة ضد السفن بالخليج لا تصب في صالح أي طرف

سفيرة الصين لدى السلطنة: مزيد من الشركات الصينية في "الدقم" قريبا مع تسارع النمو

 

◄ بكين ستظل أكبر مستورد لنفط عمان.. والعلاقات بين الدولتين راسخة

◄ تصاعد "الحرب التجارية" يؤثر على تدفق الاستثمارات بالمنطقة

◄ الصين اشترت حقوق ملكية فكرية من أمريكا بأكثر من 8.6 مليار دولار

 

الرؤية - نجلاء عبدالعال

وصفتْ سعادة لي لينج بينج سفيرة جمهورية الصين الشعبية لدى السلطنة، الأحداثَ الأخيرة لعدد من ناقلات النفط بالخليج بأنها "غير جيدة وغير مفيدة لأي طرف"، وقالت -في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"، على هامش مؤتمر صحفي عقدته السفارة: إنَّ استهداف شاحنات تجارية في الخليج يأتي في وقت ترغَب فيه كل دول المنطقة في المحافظة على الاستقرار والأمن، وأنَّ وقوع هذه الأحداث أمر "غير جيد"، ولا يصب في صالح حماية الأمن أو الاستقرار بالمنطقة.

وحول التقدُّم في مشروع الحديقة الصينية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، أعربتْ لينج بينج عن سعادتها بالتقدم المتواصل والمتسارع الذي تشهده المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، مشيرة إلى أن العمل بالحديقة الصناعية الصينية في الدقم يمضي على قدم وساق، وأنَّ هناك شركتين صينيتين وصلتا الدقم، وأن شركة صينية تتعاون في تنفيذ مشروع مصفاة الدقم وهي من أكبر الشركات الصينية المتخصصة في هذا المجال. وأكدت سعادة السفيرة أن الشركة ورغم أنها ليست المتعاقد الرئيسي، إلا أن هذا العمل سيفتح آفاق تعاون عديدة للشركات الصينية في عمان.

وعقدت السفارة الصينية، الخميس الماضي، مؤتمرا صحفيا لتوضيح ما جاء في التقرير الذي أصدرته الصين حول تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وأطلقتْ عليه اسم "الكتاب الأبيض"، ونشرت "الرؤية" تفاصيل التقرير فور صدوره. وخلال المؤتمر الصحفي، أكَّدت سعادة السفيرة مجددا عُمق العلاقات العمانية-الصينية، وأوضحت أن الصين كانت ولا تزال المستورد الأول لصادرات النفط العماني، مشيرة إلى أنها تستبعد تأثيرا كبيرا على حجم التعاون الاقتصادي مع السلطنة، حال استمرار تصاعد الحرب التجارية. وبينت أنَّ الحرب التجارية ستؤدي لزيادة التكلفة الرأسمالية وتخفيض تدفقات رأس المال إلى المنطقة؛ مما يُؤدي في النهاية إلى تباطؤ النمو الاقتصادي. وأشارت إلى أن القطاعات الأكثر تأثرا ستكون قطاعات المواصلات والبنوك والعقارات.

وحول التأثيرات على مستخدمي هواتف هواوي، قالت سعادة لي لينج بينج: إنه أمرٌ مستغرب أن تقف دولة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية بالمرصاد ضد شركة. وأشارت إلى أنَّ الشركة سعت منذ سنوات لاتخاذ الاستعدادات اللازمة حال وقوع أي تحد من هذا القبيل. وأكدت سعادتها أنها ستعمل على الحصول على إجابات تفصيلية من الجهات المعنية لتوضيح ما ستقوم بها هواوي لمواجهة أية تطورات جديدة من قبل الولايات المتحدة؛ بهدف تعريف المستخدمين في السلطنة. وحول توقيف بعض التطبيقات على هواتف هواوي، قالت السفيرة إن أيًّا من المعلومات الواردة حتى الآن "غير مؤكدة"، وأن هناك العديد من التطبيقات الأكثر انتشارا التي تتعامل معها هواوي لا تزال تعمل دون توقف.

وحول أبرز ملامح الحرب التجارية بين العملاقين الاقتصاديين في العالم، وحول اتهام الجانب الأمريكي بأن الشركات الصينية تسرق التكنولوجيا والملكية الفكرية، قالت سعادة السفيرة إنَّ الحكومة الصينية بذلت جهودا مضنية في حماية الملكية الفكرية؛ حيث بلغ عدد طلبات براءات الاختراع في الصين أكثر من 1.5 مليون طلبا، لتتبوأ الصين بذلك المرتبة الأولى عالميا وللسنة الثامنة على التوالي. وقالت: "إضافة إلى الابتكار والاختراع بأنفسنا، فإننا نقوم بتجارة الملكية الفكرية مع الدول الأخرى؛ حيث نشتري حقوق الملكية الفكرية من الدول الأخرى ونبيعها إليها أيضا؛ فمن ناحية الشراء، بلغ إجمالي رسوم الملكية الفكرية المدفوعة في الصين 1.9 مليار دولار فقط في العام 2001، بينما في العام الماضي 2018، بلغ إجمالي رسوم الملكية الفكرية المدفوعة 35.6 مليار دولار بزيادة 19 ضعفا؛ من بينها: 8.64 مليار دولار مدفوعة إلى الجانب الأمريكي نفسه، بما يمثل حولي ربع إجمالي الرسوم المدفوعة الصينية لشراء الملكية الفكرية.

وحول اتهام الجانب الصيني بالتراجع عن التزاماته خلال المشاورات مع الولايات المتحدة، أكدت بينج أنَّ الجانب الصيني استمر في التفاعل مع المشاورات مع الولايات المتحدة بأقصى قدر من المصداقية والإخلاص، بل إنَّ الاتهامَ في حد ذاته غريب؛ حيث لا يوجد تراجع عن تشاور وتباحث، لكن عندما يتفق رئيسان على استمرار التشاور يعد اتخاذ موقف بفرض رسوم "تخليًا عن هذا الاتفاق". وتابعت القول إنَّ الجانب الصيني يُولي اهتماما كبيرا بالتوافق الذي توصل إليه رئيسا البلدين في اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين في ديسمبر الماضي، غير أن الجانب الأمريكي "خرق التوافق والالتزام"، وطالب بالمزيد، وأصر على مطالب "باهظة وغير معقولة". وزادت: "إن الجانب الأمريكي أصر على إدراج مطالب إلزامية تتعلق بالشؤون السيادية للصين في الاتفاق، وأبقى على الرسوم الإضافية المفروضة منذ بدء الاحتكاك التجاري، وهدد برفع نسبة التعريفات الجمركية؛ مما أدى لتصاعد حدة الاحتكاك التجاري الثنائي وانتكاسة شديدة للمشاورات".

إلا أنَّ سعادتها أكدت أن التنسيق المباشر بين الجانبين لا يزال قائما رغم توقف المشاورات حاليا، مشددة على أن الصين تعمل على ألا تقع حرب تجارية مع الولايات المتحدة؛ لأنها بالفعل لا تريد مثل هذه الحروب التي تضر بالجميع، لكنها استدركت قائلة: "إننا لا نريد الحرب، ولكن إذا اضطررنا لها فسنخوضها".

تعليق عبر الفيس بوك