كسل الصيف

 

مدرين المكتومية

تُعاني بيئة العمل في السلطنة من مُشكلات هيكلية؛ جزء منها يتعلق بضعف الأنظمة الإدارية والقوانين الداخلية، لكن جزءًا آخر منها ليس بالهين، ناتج عن سلوكيات الموظف، تلك السلوكيات التي في كثير من الأحيان تتسبب في تعطيل الأعمال والإجراءات وتسبب أيضا الانزعاج للكثير من المراجعين، سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص.

وعندما نتحدث عن الكسل أو التقاعس فإننا في بداية الأمر نركز على العاملين في القطاع الحكومي ولا أتحدث عن الكل وإنما عن بعض العاملين الذين ما إن يأتي الصيف إلا وتشعر بأنّهم في إجازة مطولة وبيات صيفي، فلا يقومون بأي عمل أو جهد، ومن الساعة الثانية عشرة ظهرا تغلق معظم المكاتب، فيما تتحول العديد من الجهات الحكومية إلى مباني فضاء، ويجد المراجع نفسه وحيداً في الجهة الحكومية، لا يكاد يسمع صوت أي شخص داخلها سوى صوت التكييف الهادئ.

وهذا الأمر ليس فقط على مستوى الدوائر الحكومية أو موظفي القطاع الحكومي، وإنما الأمر أيضًا وصل لطلاب المدارس الذين ينهون مناهجهم سريعاً فتجد أكثر المقاعد الدراسية خالية من الطلاب كونهم يستعدون للامتحانات، الأمر الذي جعل مسألة التقاعس متفشية وأمرا ليس بغريب وكأن الصيف هو للإجازات الطويلة وفترات الراحة وأيضًا التقاعس عن إتمام الأعمال وإنجازها.

هناك مسألة يجب إعادة النظر فيها، وهو موضوع الغياب الطويل لعدد من المسؤولين والموظفين، وخاصة كبار المسؤولين، منذ أن تبدأ فترة الصيف وحتى تنتهي، وغياب لا تجد له مبررا، حتى وإن تواجد أولئك الأشخاص فهم غائبون عن الأعمال الموكلة لهم، فعلى المستوى العملي الذي نقوم به تجد صعوبة واضحة في التواصل والحصول على معلومة سريعة، أغلب الموظفين غير مستعدين للتجاوب والبعض الآخر يحولك إلى الآخر وتظل الحكاية هكذا حتى تحصل على ما تبحث عنه.

والكثير من الأعمال تتعطل بسبب فقط تخاذل موظف عن القيام بعمله على أكمل وجه، وهذا التعطل قد يدخل المراجع في عدد من المشكلات القانونية وبعض الأحيان في خسائر مالية لا ذنب له فيها، وهذا أيضا يجعل مؤسساتنا الحكومية أو الكثير من الجهات الأخرى ذات الاختصاص أو الخدمية المختلفة تدخل في مسألة تراجع في التصنيفات العالمية ما يجعلها ضمن المراتب المتأخرة في الجانب الإداري.

ولأننا كمواطنين عملنا جاهدين على أن نصل بعُمان للعالمية وللمراتب العليا كان لابد أن نكون أكثر حرصاً من غيرنا على إنجاز الأعمال وعدم تعطيل مصالح الآخرين، فكل تلك المصالح تصب في مصلحة الوطن قبل كل شيء والعمل على سير كل شيء على نسق ونظام يجعلنا دائماً في الطريق الصحيح لتحقيق أعمال بفترة قياسية وأيضًا بجودة عالية.