بين رمضان وعيد .. وأشياء أخرى

 

مسعود الحمداني

Samawat2004@live.com

(1)

يضع شهر رمضان أوزاره، ويغيب إلى لقاء آخر في عام قادم، قد نلتقيه، وقد لا نراه أبدا، جاء ليحمل أوزارنا، ويطهرنا من الرجس، ويعيدنا إلى البدايات، حيث بكارة الخلْق، وصباحات الحياة.

جاء..ورحل كما جاء، وها نحن نعود رويدا رويدا إلى ما كنا عليه، نعيد ترتيب أوراقنا التي بعثرها الشهر، ونسوق أمامنا آثامنا التي ما زالت عالقة فينا، نسترق النظر إلى العيد الذي سيتسلم تركة رمضان الثقيلة..وحينها سيتحول الشهر الروحاني إلى رماد، وسيتحول عيد الفطر إلى بقايا راحلة من شهر جديد، وعمر جديد، وركام جديد.

(2)

لم يشفع لشهر رمضان حرمته، فقصفت الطائرات الأبرياء، وحوّلت الأطفال والعجائز إلى أشلاء، وتحوّلت مدن حيّة إلى مجرد صور على شاشات التلفاز..وأفتى شيوخ الحرب بأن رمضان هو (شهر الجهاد).. وتناسوا في خضم القتل أن الجهاد على الأعداء وليس على القريبين وأبناء الأم الواحدة..كل شيء يجري باسم الإسلام حتى القتل..

يا إلهي كم هو بشع هذا الفكر الإرهابيّ المقيت!

(3)

عُقدت قمم ثلاث في وقت قياسيّ، لكي توجه رسالة إلى إيران..ونست هذه القمم كيف أن قضيتها المصيرية (القدس) تكاد تتلاشى في خضم المبايعات والمزايدات والمناقصات التي تعقد باسمها..والتي تسعى كلها (لازدهار) المنطقة حتى ولو جاء ذلك على حساب كل الحق الفلسطيني..

استبدل العربُ عدوا بعدو..وركلوا ما تبقى من فلسطين للمجهول..وقرروا مصائر الفلسطينيين بدلا منهم..والفلسطينيون يقفون كما يقف (حنظلة) ناجي العلي يتفرج عاجزا، مكتوف اليدين، لا حول له ولا قوة..بينما يرى هذا المشهد المسرحي الهزلي يرسم بعناية وعبثية.

(4)

تحية لكل فرد في هذا الوطن العزيز يقف مرابطا في مكان عمله في هذا العيد، كي يفسح مجالا ليفرح الآخرون، حارسا أمينا على مكتسبات بلده، يضحي بنفسه ووقته وفرحه من أجل غيره..

تحية للمرضى في المستشفيات، وللأطباء الذين يسهرون عليهم، تحية للعسكريين في كل الأجهزة الأمنية الذين لا يدخرون جهدا من أجل وطنهم، تحية للصحفيين والإعلاميين، والعمال الذين يقفون على رأس أعمالهم..

تحية لكل عين تسهر على راحة وطمأنينة هذا الوطن العظيم..

وكل عام وجلالة القائد المفدى ـ حفظه الله ـ وأبناء شعبه ينعمون بالخير والسعادة..

كل عام وأنتم فرح الوطن ونبضه.