د. صالح الفهدي | سلطنة عمان
الدَّهرُ يُنْبِئُ ما يَجْلُو ويَشْتَمِلُ/
مِنَ المحامِدِ، أو ما تفضحُ العِلَلُ
لا سِرَّ يُطْوَى، فكُلٌّ في صحائفِهِ/
يُتْلَى، وإنْ طالتِ الأيَّامُ والسُّبُلُ!
فليسَ يُغْنِي شخوصَ النَّاسِ مِنْ حُلَلٍ/
وليسَ يَسْتُرُهُمْ –إِنْ زوَّقُوا -حِيَلُ!
"قد يَكْسِبُ المجدُ مجدًا مِنْ رزيئتِهِ/
كجوهرِ التِّبْرِ تُبْدِي حُسْنَهُ الشُّعَلُ"
ويدَّعي الجاهَ مَنْ تبدُو نقيصتُهُ/
كَمَنْ تجمَّلَ إِنْ ينضُو بهِ العَطَلُ!
حسبي مِنَ النَّاسِ قاماتٌ تُنَاطُ لها/
حمائلٌ مِنْ خُطُوبٍ ما لَهَا قِبَلُ
أَشَاوِسٌ، ومَقَادِيمٌ إذا طَرَقَتْ/
أهوالُ دهرٍ، هُمُ الأَقْدَامُ والسُّبُلُ
لا يُعْرَفُونَ بمالٍ، أو بمرتبةٍ/
إِنَّ الوجيهَ بقَدْرِ الفضلِ يتَّصِلُ
ولا يَغُرَّنْكَ مَنْ يزهُو بهامتِهِ/
فَفِي حشاشتِهِ التَّدْلِيسُ والخَتَلُ!
تراهُ يلْمَعُ كالإِبريزِ مِنْ وَهَجٍ/
حتَّى يُحَارَ بِهِ مَنْ شَابَهُ حَوَلُ!
يكفيكَ زادًا مِنَ الإكرامِ إِنْ حَسُنَتْ/
بَصِيْرَةٌ بعطاءِ اللهِ تأتَثِلُ
وما المروءَةُ إلَّا محضَ رابيةٍ/
خضراءَ مِنْ مَوْرِدِ الرَّزَّاقِ تَنْتَهِلُ
ما أَكثرَ النَّاسَ، لَكِنْ ما أقلَّهُمُ/
إِذا تَكَشَّفَتِ الأَستارُ والغِيَلُ!
ومَعْدِنُ الْخَلْقِ لا يُجْلَى بلا سببٍ/
فَيُعْرَفُ النَّاسُ؛ مَنْ جَدُّوا ومَنْ هَزَلُوا!
هِيَ الطَّبَائِعُ لا تُجْلِي مَعَادِنَها/
إِلَّا المواقفَ فَارْقُبْ؛ إِنَّها دُوَلُ