رئيس نادي مسقط المستقيل: كرة القدم محرقة للأموال.. ونعاني من التفكير التقليدي

 

الرؤية - وليد الخفيف

وصف أيمن بن سالم الوهيبي رئيس نادي مسقط المستقيل حديثا من منصه، كرة القدم في السلطنة بأنها محرقة للأموال والموارد دون فائدة، مشيرا إلى أن الموازنات التي تنفقها الدولة على كرة القدم لا تحقق العائد فنيًّا أو المكسب الاقتصادي لقصور الفكر الإداري، مُلمِّحا إلى أن الفكر التقليدي آفة تعيق حركة تطور كرة القدم العمانية، داعيا المسؤولين لتبني فكر جديد يفضي لعمل مغاير يحقق الأهداف الفنية والاقتصادية على حد سواء.

ورغم تحقيق مسقط للهدف الأهم هذا الموسم، وهو البقاء بدوري الأضواء، غير أن الرئيس تقدم رسميا بالاستقالة، قبل أن يتخذ عددٌ من أعضاء مجلس الإدارة القرار نفسه.

وقال الوهيبي: نحن نهدر أموالنا وجهدنا في عمل غير نافع. نعاني الفراغ في نادي مسقط؛ فالنادي لا يمارس سوى كرة القدم واليد فقط، دون أن نقوم بمسؤولياتنا الاجتماعية. نحن نهدر الأموال في مقدمات عقود ورواتب لاعبين في مسابقات ضعيفة تفضي لمخرجات أضعف. لا نمتلك إستراتيجة بناء الأندية اقتصاديا وفنيا. البقاء لم يكن هدفًا بالنسبة لي أمام طموحاتي العريضة في تحويل نادي مسقط لنادي عصري مستقل ماليا ببنود موزانة ثابتة بدخل جيد، يضمن له الإنفاق على مختلف الأنشطة والفعاليات بيسر وسهولة، تزامنا مع طموح أكبر في تنفيذ استثمار حقيقي يخصص جانبا من عوائد لتنفيذ مسؤولياتنا الاجتماعية، غير أن العقبات والتحديات بددت تلك الطموحات إلى سراب، فأدركتُ أن تغيير الفكر هو الركيزة الأساسية لتحقيق ما نصبو إليه قبل توفير الإمكانات المادية.

وأضاف: حاولت بكل الطرق أن أحقق المشروع الذي أتيت من أجله. ولم أدخر جهدا في إعداد الدراسة المستوفاة بالتعاون مع مختصين من بيوت خبرة استثمارية، ولكن الواقع كان أصعب. وزاد: افتقد االفريق تواجد جمهوره لمساندته، حتى أُسَر اللاعبين لا يقبلون على مؤازرة أبنائهم لأن النادي متعثر ماليا، ويعاني من سداد الرواتب والمستحقات، أنديتنا بوجه عام غير مهتمة بالمراحل السنية، ولا تمتلك أدوات البناء الفكري الصحيحة.

وأوضح أن الأنظمة واللوائح المعمول بها في اتحاد كرة القدم ووزارة الشؤون الرياضية بحاجة لإعادة النظر، مبديا تعجبه من اعتماد الجهتين لعقود لاعبين بمقدمات تصل إلى 15 الفا، ورواتب شهرية تلامس المبلغ، رغم أن المبلغ الإجمالي 30% أوأكثر من قيمة الدعم الكلي، مضيفا بالقول: ربما يتوجه الدعم كليا للاعبيْن أو ثلاثة إذا كانت عقودهما كبيرة.

وبمعرض إجابته عن تحديد سقف للرواتب ومقدمات العقود من قبل اتحاد القدم في مسعى منه لمواجهة تلك الحالة، قال: هناك من اخترق هذا البند واعترف بذلك، وهناك طرق "قانونية" أخرى لاختراقه مثل أحد الأندية التي سجلت في عقد أحد اللاعبين بندا يمنحه بدل نقل بقيمة 1000 ريال، وبند بدل اتصالات بمبلغ 500 ريال، وغيرها من البنود التي أودت بالأندية في الأخير للسقوط في فخ الديون.

وحول أسباب رحيله المباشرة، قال: لم أتمكن من تحقيق الهدف الذي جئت من أجله، حلمت بنادي عصري ولكنَّ المعوقات والتحديات والفكر التقليدي انتصر على طموحي؛ لذا رحلت آملا النجاح لمن يتولى قيادة نادي مسقط العريق.

وعن دخل النادي وعوائدة المالية، قال: دخلنا الشهري يتراوح بين 12 و14 ألفا، وكان بوسعنا تحقيق عائد أكبر حال الاهتمام بصيانة تلك المنشآت، ولكن العجز المالي حال دون ذلك، إضافة للدعم الحكومي. وتابع: ننفق شهريا 14 ألف ريال على فريق كرة القدم، و7 آلاف على فريق اليد. 75% من ميزانية كرة اليد تنفق على المدرب وأحد اللاعبين وهذا توزيع غير صحيح. فمرتب هذا اللاعب 10 آلاف ريال ومقدم عقده 10 آلاف ريال. تطلعات النادي في المحافظة على تفوقه في اللعبة وتوجهات البعض كانت وراء سداد تلك المبالغ الكبيرة، تسلمتُ المهمة والنادي مديون بربع مليون ريال عماني. سعينا جاهدين لوقف الاستدانة. قلصنا جانبا كبيرا من المصروفات. نادي مسقط لا يمنح لاعبيه مقدمات عقود كما أنه هو النادي الأقل في قيمة الرواتب الشهرية مقارنة بباقي أندية دوري عمانتل. تعاقدنا مع مدرب وطني لأن امتيازات المدرب الأجنبي مرهقة ورغم ذلك نعاني من دين بلغ 100 ألف ريال بجانب المديونية القديمة.

وزاد: إذا كانت الاستدانة من أجل بناء مشرع استثماري له عوائد بعد فترة زمنية، فهذا أمر إيجابي، غير أن المديونية عبارة عن مستحقات متأخرة للاعبين؛ الأمر الذي يوحي بأن النادي لا يتبنى مشروعا بعينه ويفتقد للقدرة على إدارة الأموال، متأثرا بالقيود التي واجهتنا في تنفيذ مشروعنا الاستثماري.

وعن مساعي اتحاد كرة القدم للنهوض بالأندية، قال: لم يقدم المجلس الحالي جديدا يذكر، المسابقة وطريقة إدارتها على سبيل المثال كلفتنا سداد رواتب شهرين لتوقف الدوري.. ماذا جنى ظفار من نيل لقب الدوري، هل المكافأة التي سيحصل عليها تساوي جانبا ولو بسيطا من المبلغ الكبير الذي أنفق؟ وهل بوسع الإدارة الإنفاق مجددا الموسم المقبل بنفس النسق؟ نحن بحاجة لرؤية جديدة أكثر واقعية. نحن لا نسير في الطريق الصحيح.. اتحاد الكرة يحل مشكلاته بالمسكِّنات.

وختم قائلا: تقدمتُ باستقالتي السنة الماضية، وتراجعت عنها بعد ضغوط ودعوات من محبي النادي وجماهيره. لقد اختصرت الطريق على من سعى لحجب الثقة عن المجلس فقدمت استقالتي طواعية، واستقالتي السابقة في الموسم الماضي تؤكد أنني لم أرغب في الكرسي، بل كنت آمل أن أحقق مشروعا يليق باسم نادي مسقط وبتطلعات جماهيره الوفية.

تعليق عبر الفيس بوك