أولياء أمور وطلاب: الامتحانات أثناء رمضان صعبة ويفضل تغيير موعدها

 

تباينت آراء عدد من أولياء الأمور والطلبة حول موعد الاختبارات النهائية لهذا العام والتي تُقام في شهر رمضان المبارك، بعض أولياء الأمور انتقدوا هذا الأمر واقترحوا تغيير أو تقديم موعد اختبارات الفصل الدراسي الثاني لهذا العام، متسائلين عن كيفية أداء الطلاب للامتحانات في أجواء رمضانية شديدة الحرارة في العديد من مناطق السلطنة، فيتعرض الطالب إلى فقدان كميات من السوائل، مما يؤدي إلى انخفاض في الأداء الجسدي والذهني ناهيك عن مخاوف العديد من الأسر حول كيفية تنظيم الوقت فساعات السهر تزداد ليلاً والتعويض عنها بالنوم صباحاً، بالإضافة إلى التجمعات العائلية التي تنظمها الأسر.

 

الرؤية – أحمد الجهوري

وتقول مي الغياتي موظفة حكومية: العوامل النفسية لها دور كبير في التعليم حيث إنَّ النظام اليومي المُعتاد طوال العام يختلف جذرياً عنه في شهر رمضان المُبارك، فالإرهاق يُؤدي إلى تغيير مؤثر على تحصيل الطلاب، ومن أجل تجاوز سلبيات أيام الاختبارات لابد من التخطيط المسبق والجيد مع تنظيم الوقت وهذا لا يأتي من فراغ بل من خلال التكاتف بين أولياء الأمور في مساعدة أبنائهم وبناتهم على تجاوز الأمر بكل سهولة داعياً إلى المذاكرة في النهار والابتعاد عن الأغذية التي تسبب الخمول والتعب.

بينما قالت الطبيبة مها محمود: "نمط حياة الطالب يتغير في رمضان ولهذا يفضل عدم الإسراع في تناول الأطعمة وشرب كميات كافية من السوائل بعد الإفطار، وتأخير وجبة السحور إلى ما قبل أذان الفجر، والابتعاد عن المشروبات الغازية التي بدورها تشكل عائقا على عملية الهضم، وعدد ساعات الصوم في السلطنة هذا العام نحو 15 ساعة، في بداية شهر رمضان، وتزيد لتقترب من 16 ساعة في نهاية الشهر فعلى الطالب اتباع التعليمات على أتم وجه؛ لكي لا يتأثر أداؤه في الاختبار، على العكس يكون أكثر تركيزا وأفضل من وجهة نظري كطبيبة أفضل وقت للمذاكرة بعد الإفطار بساعات قليلة حيث التركيز أعلى ووقت الهضم قد انتهى.

وتشير إلى أهمية أن تكون التهوية جيدة في الفصول وقاعات الامتحانات للطلاب ولابد من وجود التهوية الكافية لتوفير الأجواء المناسبة للطلاب لأننا نشهد ارتفاعاً ملحوظاً في درجة حرارة الجو.

 

أما ريما الغازي فتقول: تعودت قبل ثلاثة أسابيع من الاختبارات أن أعد برنامجا دراسيا لأبنائي لكي يتمكنوا من أخذ الوقت الكافي لمذاكرة المادة الدراسية في حدود يوم أو يومين، وهذا النظام كنت وما زلت أتبعه منذ أن كانوا صغارا وأجده برنامجا ناجحا فليلة الاختبار ليلة طبيعية كبقية الليالي، لكن الوضع الآن مختلف في الشهر الكريم لأن الطالب في سن المراهقة وهي من أكثر المراحل التي يحصل فيها النمو، الجسدي والعقلي. لذلك، لابد من الاهتمام بالتغذية، من حيث النوعية والكمية، وكيف يتوافق هذا الأمر مع صيام شهر، لذلك على الأم الاهتمام بوجبة السحور التي تحتوي على كافة العناصر الغذائية.

وقال سعيد العلوي: شهر رمضان يحتاج منِّا إلى الصبر وتحمل المشقة وقد كنا صغارا ومررنا بالصوم والدراسة، وأرى أن التحجج بالاختبارات والواجبات الاجتماعية والدينية دلالة على كسل هذا الجيل الإلكتروني، فلابد من تقدير العلم والتعلم، وأتذكر والدي حين كان يعمل ويتحمل الجوع والعطش وصعوبة الحياة من أجل توفير لقمة العيش فأين الخطأ أن أصدر قرار بوضع الاختبارات في هذا الشهر، فالاختبار ليس قطف ثمرة السنة فقط بل درب لمستقبلهم المنير ولا أنكر الصعوبة التي سوف يواجهها الطالب من الإرهاق وتشتت الفكر، لكن رمضان ضيف خفيف علينا تنجلي أيامه سراعاً، وتتزاحم فيها الشواغل وتنتهي الاختبارات والطالب بنفسه يتساءل كيف ويتمنى رجوعه مرة أخرى ناسيًا ضغوط الدراسة.

 

 

 

 

وقالت أمل الناصرية طالبة في الصف التاسع: لا أحب السهر في ليالي رمضان، ويعتبر هذا هو العامل القوي والفعال على التركيز في أداء اختباراتي بالشكل الجيد، وسوف أقسم وقتي هذا العام، حيث أذهب للمدرسة صباحًا قبل وقت مناسب من بدء الامتحان.

وتضيف: الاختبار في شهر رمضان أمر شاق ويفضل لو كان في الأيام العادية، فطبيعتنا نحن نريد استغلال هذا الشهر في تأدية العبادات على أكمل وجه وكسب الثواب العظيم وكما أننا نريد أن نحافظ على تحصيلنا الدراسي والحصول على درجات عالية فقد كان هناك العديد من الأسئلة تدور في ذهني كيف أبدأ الدراسة؟ وكيف أخطط لوقتي؟ وهل ما سأدرسه يبقى معي لحين وقت الاختبار؟ كيف يُمكنني تجاوز هذه المحنة العظيمة؟ لذلك قررت المذاكرة قبل دخول الشهر حتى لا يتبقى لدي سوى مراجعة بسيطة للمواد وحتى لا أفقد لذة الشهر الفضيل أيضًا.

وتوافقها الطالبة كلثوم الزدجالية بالصف العاشر بقولها" نحن لم نعتد على الاختبارات بالشهر الفضيل، لذلك استعدادي المسبق للاختبار هو الذي سيساعدني على الإنجاز، كما أنني نظمت وقتي على أن أذاكر جزءا أكبر بعد الإفطار، وأحرص على أن أوفق بين المذاكرة وأداء العبادات، وأسعى لنيل رضا الله ووالديّ، وعموما فإنَّ ترتيب الأولويات من الأمور الناجحة في حياتي فلولاها لما تخطيت الصعاب وأنصح كل طالبة أن تضع لها خطة تساعدها في تخطي الصعوبات.

أما الطالبة إسراء المحروقية بالصف السادس فتقول: أحب الاهتمام بالتغذية جيدا، فأنا أعشق تناول طبق من سلطة الفاكهة الصيفية كالكيوي والفراولة، والأناناس والموز وهو مفيد للمخ ويساعد في إفراز هرمونات تساعد في التركيز والاستيعاب ويمكن تناول بين الإفطار والسحور حفنة من المكسرات الطبيعية كاللوز والزبيب أو الجوز تساعد في التركيز وتقليل التوتر، فبالنسبة إلي ليس كابوسا مرعبا كما يظنه البعض، بل فترة زمنية عادية تزول بسرعة، إذا كان هناك نوم كافٍ وتغذية سليمة.

تعليق عبر الفيس بوك