أحمد السلماني
لطالما كنت أتجنب الخوض في العلاقة بين المؤسسات الرياضية والإعلام الرياضي وماهيتها وحدودها، إذ أنّ الأصل هو وجود شراكة وتوأمة بين القطاعين وهذا ما لا يختلف عليه إثنان فكلاهما مكمل للآخر، الحدث والفعاليات بلا قيمة أو نكهة إذا لم ترافقها تغطية إعلامية ترتقي بها ويستفيد منها الطرفان من حيث الرعايات وخلافه وهنا يجب الإشادة حقيقة بتلك الجهات الإعلامية التي تصنع الحدث، فهذا إعلام تجاوز الأطر التقليدية.
ومن المؤسف حقا أن تصل العلاقة بين بعض المؤسسات الرياضية والشريك الآخر المتمثل في الإعلام الرياضي إلى حد الصراع والتجاذبات بل وأنّ تتطور إلى الشكوى لدى إدارة المؤسسة الإعلامية والتلويح لدى بعضهم برفع الملفات للإدعاء العام ولكن وحتى اليوم لم نشهد وعلى المدى القريب أنّها وصلت لهذه المرحلة لعدم ثقة المؤسسات الرياضية في قضاياها ومواقفها، إذ أنّ الواثق من نفسه ومن نظافة وطهر ملفاته لا يخشى عواقب الأمور، وحتى تصل المؤسسات الرياضية إلى هذا المستوى العالي من الدقة وجودة العمل وإنسيابية دورة العمل بها فعلى القائمين عليها أن يضمنوا بداية بناء مؤسسات حقيقية تعمل وفق منظور عمل "مؤسسي وواضح" وهذا غير ممكن في الوقت الراهن لعدة أسباب أهمّا "العقلية والفكر" التي تدار بها هذه المؤسسات والتي أعلنها صراحة، الغالبية منها وليس كلها لا زالت تدير الاتحادات واللجان والأندية وحتى الفرق الأهلية بعقلية "ثمانينيات" القرن المنصرم وغير مقتنعين البتة أنّ هذه المؤسسات يجب أن تسلم للشباب فورا لضمان تطور العمل المؤسسي، من المؤلم أن تتربع على كراسي المسؤولية وصناعة القرار في رياضتنا "عقول عقيمة" في حين يتم تجاهل كفاءات رياضية متسلحة بالعلم والمعرفة ولا تجد من يأخذ بأفكارها وهنا أذكر بقول الله تعالى" وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ" .
كما وإن الإعلام الرياضي ليس استثناء بالمرة، بل إن من يعيش في عالمه يدرك حقيقية أنه نوعان، إمّا ناقل أو ناقد، الأول يعيش فوضى هيسترية وينقل كل شيء بعد دخول "الفضاء الإعلامي الجديد" ووسائل التواصل الاجتماعي والغالب منه وليس كله لا يمتلك الحس في "الصياغة الرياضية" المطلوبة لنقل الأخبار وغير منضبط ومصداقيته إلى حد ما مهزوزة ولكنه فعال وسريع الإنتشار، وهناك الإعلام الرياضي التقليدي الرسمي وهذا إذا لم تدفع أو تعلن معه لضمان ديمومة عمله فلن ينشر لك إلا من رحم ربي.
هذا الناقل، أمّا الناقد منه فهذه فئة الغالب منها تنظر للمشهد من برجها العاجي وتكتب وتنتقد وفق الأهواء والمصالح و"التربيطات" والعزائم، وللأسف فإنّ بعضهم بالغ في التعاطي مع القضايا وصار يهدد ويتوعد لو سقط سهوا في مناسبة ما أو تم تجاهله أو لم يدخل في لجنة ما ولهؤلاء أقول انتبهوا لقول الله تعالى "مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"، كما وأنّ هناك ثلة بسيطة من النقاد تكتب بدافع الغيرة والمسؤولية ويساء فهمها لمجرد أنهم لا يؤمنون بالقاعدة التي طفت في العقد الأخير "إن لم تكن معي فأنت ضدي"، عمل كبير ينتظر جمعية الصحفيين لدينا ولجنة الإعلام الرياضي خاصة يتجاوز السفرات وحضور المؤتمرات والإفطار الجماعي والرحلات.