الجوهرة والقبطان .. مسلسل يجسد شجاعة البحار العماني .. ويوثق مهارة بناء السفن الشراعية

 

 

الرؤية – وليد الخفيف

 

سعياً منها لتوثيق التاريخ البحري العُماني، ونقل أمجاده التي يحملها عبق التاريخ بسطور فخر من الأجداد إلى الأبناء أنتجت الإذاعة العامة من سلطنة عمان المسلسل اليومي "الجوهرة والقبطان"، عن رواية الأديبة الدكتورة زوينة الكلبانية ومن إعداد نور الدين الهاشمي، بطولة الفنان هلال الهلالي وتمثيل رشا البلوشية وعصام الزدجالي ويونس البلوشي وصالح القاسمي وسها قادر ويعقوب الحارثي وغالية السيابية ومحمود عبيد وعائشة البلوشي وإدريس النبهاني وزكريا البطاشي وسعود الخنجري وقاسم الريامي ومحمد الشمري بالاشتراك مع الفنان القدير طالب بن محمد البلوشي والفنانة نجاة سعد والمخرج المساعد حمد بن عامر الوردي وإخراج أحمد بن درويش الحمداني.

ويحكي المسلسل قصة حقيقية لبحار عماني تعلق بالبحر فرفض أن يكون صيادا مثل أبيه، متطلعاً لأن يكون قبطاناً بحرياً، فسعى جاهدا حتى التحق بالبحرية العمانية التي تدرج برتبها حتى نال رتبة القبطان، تتويجا لجهوده وإصراره النابع من حب وطنه وانطلاقاً من مسعاه المخلص إلى رفع علم عمان على السفن التي جابت عباب البحار والمُحيطات.

القبطان العماني الذي سمي بصالح الجابري بطل المسلسل كان بارعًا في قيادة السفن الشراعية التقليدية، التي واجهت الأمواج العاتية في رحلات وصلت لموانئ بعيدة في الهند وأمريكا وأوربا وشرق أفريقيا.

وتطرقت الحلقات الأولى من المسلسل إلى اجتهاد صالح حتى كلف من قبل البحرية العمانية بقيادة سفينة شباب عُمان والتي تعد أسطورة عمانية في بث روح المحبة والسلام بين شعوب العالم، فقام بدوره المكلف به على وجه مثالي غير أنَّ رحلاته الخطيرة كانت مصدر قلق لأسرته وزوجته بعد ذلك غير أن  أداء الواجب كان يتغلب دوماً لدى القبطان الذي زاع سيطه واعتبر أحد أبرز البحارة المهرة في قيادة السفن الشراعية التقليدية.

وعن اسم المسلسل "الجوهوة والقبطان" فالجوهرة تعود لاسم السفينة الشراعية التي بناها العمانيون في قنتب على غرار سفينة غارقة قبالة السواحل الإندونيسية في القرن التاسع الميلادي.

تكليف صالح بمهمة قيادة الجوهرة والإبحار بها من ميناء مسقط إلى كوتشن في الهند وعدد من موانئ المحيط الهندي حتى سواحل سنغافورة إذ كان ذلك محل قلق أسرته وزوجته التي شككت في قدرة سفينة شراعية على اختراق عباب البحار والمُحيطات بلا محرك فكانت تلوم زوجها دومًا على القيام بتلك الرحلات الخطرة خائفة على مستقبل أولادها حال أصابه مكروه.

جوهرة مسقط التي جذبت صالح لحبها، تمَّ بناؤها بشكل تقليدي بدون مسامير أو براغي لربط الألواح الخشبية ببعضها، بل تمَّ ذلك عن طريق التطريز بالحبال، فاحتاجت السفنية إلى 172 ألف غرزة، و130 ألف كم من الحبال، وتبقى الحرفة والمهارة في شد تلك الغرز وطريقة حياكتها وثني الألواح بالبخار قصة يعرفها العمانيون أسود البحار.

صالح القبطان الشجاع عقد العزم على القيام برحلته الخطيرة تأدية لواجبه، فتابع أعمال بناء السفينة في قنتب، ثم سعى جاهدا إلى تشكيل فريق البحارة المعاون فأعد العدة وجهز العتاد لركوب البحر تنفيذا لأمر قائده الذي أولاه ثقة كبيرة.

في العدد القادم نكمل قصة القبطان صالح وجوهرة مسقط التي أذهلت توم وفريق البحث الإنجليزي وكيف كانت الرحلة إلى ميناء كوتشي والأحداث التي مرت بها.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك