الإصلاح

مدرين المكتومية

مع أوَّل أيام الشهر الفضيل، نبحثُ عن إصلاح ذواتنا، ومراجعة أنفسنا بما قدمناه وسنقدمه، وصلاح الذات يبدأ من الشعور الداخلي بالمسؤولية تجاه ما نقوم به من أعمال؛ فعندما نبحث في أنفسنا ونفهم مُبتغاها، عندها يُمكننا أن نعمل على تقويم سلوكنا، وتحديد اتجاهاتنا التي من خلالها نستطيع أن نكون متوازنين فيما نقول ونعمل، دون أي ازدواجية بين الأمرين، خاصة إذا فهمنا أنَّ مُشكلتنا الحقيقية تكمُن في عدم معرفتنا بما لنا وعلينا، وعدم اكتراثنا بالعواقب الوخيمة التي قد تحل علينا من جراء تلك الأفعال المنافية في كثير من الأحيان للقيم الإنسانية النبيلة.

ولأننا نعيش بعالم مترامي الأطراف، ومُعتقدات متباينة تتطلب منا التمهُّل فيما نختار، وأي طريق سنسلك، وفي أي اتجاه سنسير، فلابد أن يكون ذلك مبنيًّا على إيمان قوي وداخلي يجعلنا دائما نستشعر الله في كل خطواتنا، ونستشعر قربه ومراقبته لنا، ولا نقوم بأعمال تجعلنا نفقد رضاه عنا.

ولأننا نستقبل الشهر الفضيل، فلابد علينا أن نقف وقفة صراحة مع أنفسنا، مُتجرِّدين من كل شوائب الناس وتأثيراتهم علينا، وعلى أفكارنا ورؤانا ومعتقداتنا، مُبتغين في ذلك مرضاة الله، وكل ذلك يحتاج منا محاسبة ذاتية، والعمل على تغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة، والابتعاد عن الأشخاص الذين يقودوننا للطريق المسدود أو الخاطئ، وكل ذلك حتى ننتهي من الأسئلة الذاتية المكررة التي يعيش بها الإنسان، ولنعِش بسلام وهدوء داخلي، بعيدا عن أذى العالم المشبَّع بالكثير من الهموم والمآسي.

ولأننا مقبلون على أيام فضيلة، يمكننا أن نتسلح بالكثير من القيم، ويمكننا أن نتخيَّر كل شيء، ويمكننا أن نستفيد من هذه اللحظات الروحانية التي يكون فيها الدعاء صادقًا وخالصًا لرب العالمين حتى نصل في النهاية للإحساس بالسلام الداخلي، الذي يجعلنا نعيش أفضل أيام العام بأعلى قمم الاطمئنان.