من "قِطاف الحكمة"

 

د. صالح الفهدي | سلطنة عمان

 

خليليَ طِبْ على الأيَّامِ حالَا

وَإِنْ غَثَّ الحَسُودُ لكَ الْمَقَالَا

//

فما بينَ الثَّرى والأُفْقِ مَدٌّ

يَشُقُّ لغيرِ مَنْ رامُوا مَنَالَا

//

وماذا في يدِ الْحُسَّادِ إلَّا

مغارِزَ لَمْ تَكُنْ إلاَّ ضَلالَا؟!

//

فما تُدْمِي مغارزُهُمْ دِمَاءً

لِمَنْ أَلِفَ المَكارِهَ والنِّضَالَا

//

وما تُجْدِي معاوِلُهُمْ لِهَدْمٍ

وإِنْ هَدُّوا بها يوماً جبالَا!

//

فلا ترجو ثناءً مِنْ حَقُودٍ

يَشُقُّ عليهِ أَنْ يَصِفَ الْجَمَالَا!

//

(ومَنْ يَكُ ذَا فَمٍ مُرٍّ، مريضٍ

يَجِدْ مُرّاً بِهِ الْمَاءَ الزُّلَالَا)

//

مُحَالٌ أَنْ يَرَى إشراقَ فَجْرٍ

جمالاً رائِقاً في الأرضِ سَالَا!

//

ولا يَلْقَى الْهَنَاءَةَ حينَ يَلْقَى

سَخِيّاً طَابَ حِلْماً واعتدالا!

//

تعوَّدَ أَنْ يُسبِّخَ فوقَ أرضٍ

وتلكَ مَزِيَّةُ الْأَدْنَى احْتِمَالَا!

// 

وما لعلاجِ جِسْمٍ مِنْ دواءٍ

إذا اسْتِشْفَاؤُهُ أضحى مُحَالَا

//

فَدَعْ أَمْرَ الشَّنَاءَةِ مِنْ حَقُودٍ

فما يُدْنِي الْأَصَاغِرَ مَنْ تَعَالَى

...................

ملحوظة: البيتُ الذي بين هلالين للشاعر المتنبي

 

تعليق عبر الفيس بوك