سفينة صور تبحث عن ربان ينقذها من الهبوط

 

الرؤية – وليد الخفيف

لم يستفد صور من الدفعة المعنوية التي نالها بالحصول على لقب الكأس الغالية، فالأفراح التي جابت أرجاء ولايته الساحلية الجميلة، وخروج الآلاف من عشاقه ومحبيه في مسيرات احتفالية اعتبرها الجميع حافزا، لم يترجمها اللاعبون لنجاح مواز في الدوري، فصور بات على حافة الهاوية، والسقوط لدوري الدرجة الأولى يقترب منه بعد رحلة قصيرة استمرت لموسم وحيد في الأضواء.

وتبدو نتائج صور الأخيرة محل جدل كبير في الوسط الرياضي، فالفريق الذي استعان بخمسة مدربين منذ انطلاق الموسم يمر بحالة من الضعف أدت إلى غرقه في القاع برصيد متجمدا عند 16 نقطة، فلم يحقق الفوز سوى ثلاث مرات فقط في 22 جولة، مقابل 12 خسارة، و7 تعادلات فهو ثاني أضعف خط دفاع باستقبال 39 هدفًا بفارق هدف واحد عن الشباب أضعف خط دفاع بـ 40 هدفا.

وافتقد صور للاستقرار الفني فقاده في بداية المشوار الصربي بوبوف، قبل أن يقال ويتولى مساعده جمال بخش دفة القيادة التي لم تدم طويلا، ليتولى أحمد مبارك العلوي ويعود جمال بخش لمنصب المساعد، قبل أن يقال الجهاز الفني إثر الخسارة من العروبة 1-7 ، ليتولى فاروق عبد الله مباراة واحدة ثم تسند المهمة إلى التونسي الزبير محمد المعد البدني لثلاث مباريات قبل أن تتعاقد الإدارة مع الوطني محمد خميس العريمي ويعود الزبير محمد لوظيفته الأولى.

ولم يحقق صور أي انتصار من تاريخ 24 نوفمبر عندما تخطى الشباب وهو أحد منافسيه في القاع 4-1، ليعجز بعدها عن تحقيق انتصار يستعيد به توازنه ويدخل في المنطقة الدافئة، فخسر من النهضة بهدف، ثم استقبلت شباكه ثلاثة أهداف مقابل هدف من النصر رغم إقامة المباراة في معقله بالعفية، قبل أن يتلقى أكبر خسارة له من غريمه التقليدي العروبة 1-7 في مباراة هزت أركان العميد واستدعت رجاله للتحرك، فأتت تحركاتهم أكلها على مستوى الكأس الغالية بيد أن تلك التحركات والمساعي لم يكتب لها النجاح على مستوى الدوري، فتعادل الفريق بعد ذلك أمام مسقط بهدف لمثله، قبل أن يعود من أرض اللبان بنقطة التعادل أمام ظفار ثم التعادل أمام صحار سلبا، ويبدو أنه كان موجها تركيزه في تلك الفترة نحو التحضيرات لنهائي الكأس الغالية.

الفريق العائد بالكأس الغالية لولايته التي استقبلته استقبال الأبطال انطفأت أفراحهم بالخسارة الثقيلة من صحم 1-4، ويبدو أن لاعبيه بالغوا في الفرحة ولم يعد بجعبتهم وقود للتحدي الأهم وهو الدوري.

الخسارة من صحم لم تكن الأخيرة بل كانت بداية لفترة وصفها المحللون بالأسوأ لصور، فسقط على أرضه وأمام جماهيره من مرباط بهدفين، وواصل الفريق ترنحه بالخسارة من نادي عمان 1-3 في مباراة خسر فيها العميد الصوراوي 6 نقاط نظرا لن الفائز منافسه المباشر في قصة الهبوط للأولى.

وافتقد الفريق الذي يضم أسماء لديها الخبرة، للرغبة والشراسة في الدفاع عن حظوظه في البقاء بالجولات الأخيرة، فجاء الأداء رتيبًا متراجعاً بلا طعم ولا لون.

ولا تعكس نتائج صور حجم الأسماء التي تزخر بها صفوفه، فالفارق النوعي كان يميل دائماً لصالحه،غير أن الرغبة والكفاح والتعبئة النفسية الصحيحية عوامل تفوق فيها منافسيه مقابل شح في العطاء من رجاله لاسيما في الجولات الأخيرة.

وبعد تجمد رصيد صور عند 16 نقطة متساويا مع مجيس بات قريبا من الهبوط، فأربع مباريات فقط أمامه ويتعين عليه أن يفوز بنقاطهما كاملة بشرط أن تخدمه باقي النتائج من أجل البقاء الذي أضحى سرابا.

ويتنافس صور مع مجيس على الهبوط، وأمامهما الشباب الذي خسر الجولة الماضية وتجمد رصيده عند 20 نقطة ونادي عمان 23 نقطة، وسيكون للمواجهات المباشرة بين المتنافسين على الهبوط إثرها المباشر في حسم الأمور لأحدهما.

ويبدو أن الوصول للنقطة 28 هي مشارف المنطقة الدافئة، أما النقطة 30 فهي منطقة الأمن وإعلان البقاء رسمياً، لذا تبدو مهمة صور ومجيس أصعب من نادي عمان والشباب.

وأضحى مسقط (29 نقطة) ومرباط (29 نقطة) والسويق (28 نقطة) على مشارف حسم البقاء بعد موسم تذبذب فيه مستوياته الفنية من جولة لأخرى.

ويلعب صور مبارياته الأربع المتبقية أمام الرستاق، ومجيس، والسويق، والشباب.

أما مجيس فيلاقي مسقط وصور وظفار والسويق، ويلعب الشباب أمام مرباط ونادي عمان والرستاق وصور وستحدد المواجهات المباشرة بين المتنافسين في القاع الهابطين لدوري الدرجة الأولى لاسيما لقاء نادي عمان والشباب، وصور ومجيس. وصور والشباب.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك