"لوفيجارو": هل حرب الخليج الرابعة على الأبواب؟

 

عواصم - الوكالات

تساءل الكاتب بصحيفة لوفيجارو الفرنسية رينو جيرار عما إذا كان العالم على أعتاب حرب رابعة في الخليج نتيجة تداعيات الحصار النفطي الخانق الذي تسعى الولايات المتحدة الأميركية لفرضه على إيران.

وذكر في بداية تحليله بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو أكدا أنهما يسعيان من خلال هذه العقوبات على إرغام طهران على التخلي عن برنامج صواريخها البالستية.

ولفت الكاتب إلى أن اختيار ترامب ليوم الرابع من نوفمبر الماضي لحظر شراء الشركات العالمية للنفط الإيراني أو التعرض لعقوبات لم يكن اعتباطيا، إذ وافق ذكرى بداية حجز الرهائن في السفارة الأميركية بطهران من قبل الطلاب الثوريين المناصرين لثورة الزعيم الإيراني آية الله الخميني في 4 نوفمبر 1979.

وعلل الكاتب السبب في اختيار هذا التاريخ بالذات إلى أن الأميركيين لم يغفروا أبداً لحكام إيران تلك الإهانة.

ونبه إلى أن ما يريده الأميركيون من طهران يشمل إضافة لمسألة الصواريخ البالستية دفعها للتخلي عن التدخل بدول "المحور الشيعي" (لبنان وسوريا والعراق). كما تأمل واشنطن أن توقف إيران توفير الأسلحة والدعم لأعداء الحليفين التاريخيين لواشنطن بالمنطقة: إسرائيل والمملكة السعودية.

وقال أيضا إن الأميركيين يريدون إجبار إيران على وقف تسليح حركة حماس الفلسطينية في غزة لتأمين الحدود الجنوبية لإسرائيل ووقف تسليح حزب الله اللبناني لتأمين الحدود الشمالية لإسرائيل، والتخلي عن دعم الحوثيين في اليمن.

لكن مثل هذا السيناريو مثالي للغاية ولا يمكن لإيران أن تقبل به -كما يشير المقال- فلا يعقل مثلا تخليها عن صواريخها البالستية التي هي ربما أفضل ما لديها، بل إن مطالبتها بذلك لا يختلف عن مطالبة إسرائيل أو السعودية بالتخلي عن قاذفاتها المقاتلة المصنوعة بالولايات المتحدة.

وبالإشارة لحروب الخليج الثلاث الماضية، لفت الكاتب إلى أن الحرب الأميركية على العراق عام 2003 كان الدافع من ورائها سعي الأميركيين -بعد الصدمة الكبيرة التي خلفتها 11 سبتمبر 2001- إلى خلق عدو يهاجمونه يكون أكثر أهمية من حركة طالبان الأفغانية.

وربط الكاتب في نهاية تحليله بين ما ستؤول إليه الأمور بمنطقة الخليج -في ضوء الصراع الإيراني الأميركي الحالي- وبين الأجوبة عن الأسئلة التالية:

هل سينصاع الإيرانيون -تحت وطأة الخنق الاقتصادي- للمطالب الأميركية أم سيختارون التمرد؟ هل يمكن أن يغلق مضيق هرمز الذي تمر عبره 29% من صادرات النفط العالمية؟ هل تتجه طهران للخروج من معاهدة عدم الانتشار النووي مما يفتح الباب أمام سباق نووي بالشرق الأوسط؟ وأخيرا هل سيختار الأميركيون على إثر ذلك القوةَ لتغيير النظام الإيراني؟

تعليق عبر الفيس بوك