د. صالح الفهدي | سلطنة عمان
اُمْدُدْ عطاءَكَ لا تبخَلْ على بَلَدِ/
رَتَعْتَ فيـــها وليداً دُونَما كَمَدِ
فأَلْبَسَتْكَ مِنَ الْأَثوابِ ما نَسَجَتْ/
مِنْ نُورِها كُلَّ ملبوسٍ مِنَ الْجُدُدِ
وأَرْضَعَتْكَ زُلالاً مِنْ محاجِرِها/
إذا عَطِشْتَ كعَطْفِ الْأُمِّ لِلْولدِ
اُمْدُدْ عطاءَكَ هَلْ لِلْمالِ مِنْ سُبُلٍ/
إلى السَّعادةِ غَيْرُ الْبِرِّ والرَّفَدِ؟!
وما الْجِنانُ التي في الأرضِ وارفةً/
إلَّا بِسُقْيَا سحاباتٍ مِنَ الْمَدَدِ
أَمَدَّها اللهُ بالإنعامِ حيثُ جَرَتْ/
تُغِيثُ أرضاً وتسقي الْخَلْقَ مِنْ بَرَدِ
عَجِبْتُ لِلشُّحِّ في الْأعراقِ كيف جَرَى/
كَعَلْقَمٍ سَلْسَلَ التَّنْغِيصَ لِلْكَبِدِ!!
يا بؤسَ كُلِّ شحيحٍ في أَمانتِهِ/
يُودِي بِهِ السُّحْتُ في مالٍ وفي وَلَدِ!
أَلْهَتْهُ شَهْوَتُهُ عَنْ كُلِّ بادرةٍ/
مِنَ الْبوادِرِ تُهْنِي عيشةَ الرَّغَدِ
أمَّا الذي مَدَّ بِالْإكرامِ يَسْرَتَهُ/
تُسَابِقُ اليَمْنَةَ الطُّولى إلى النَّجَدِ
فذلكَ الرَّابحُ المَسْعُودُ تَتْبَعُهُ/
سَحَائِبُ اللهِ في الْآكامِ والنُّجُدِ
مَدَّ الْعطاءَ، فَمدَّ اللهُ واحتَهُ/
فأَكْرَمَتْ وأَنَالَتْ كُلَّ ذِي كَبِدِ
وكلُّ بِرٍّ إلى الإِيسارِ مقصدَهُ/
أَحالَهُ اللهُ تفريجاً مِنَ الْكَمَدِ
تجارةٌ رَبَّحَتْ في الْفضلِ نائِلَها/
فالنَّقْصُ لِلْبِرِّ فَضْلٌ غيرُ مفتَقَدِ
فامْدُدْ عطاءَكَ حقلاً لَنْ يُبارحَهُ/
ماءُ السَّماءِ سَكوباً دُونَما أَمَدِ
تَفْنَى، ويبقى فتَرْقَى من حصائدِهِ/
فذاكَ واللهِ نِعْمَ الرِّفْدِ مِنْ سَنَدِ