أوْراقُ الحُزن


أبو نبراس البوصافي | مسقط

"في رثاء الوالدة زيانة بنت سليمان بن ناصر المعمري من ولاية المصنعة قرية الشعيبة"
//
سَرَقَ الزَّمانُ سَعادَتي رغْمَ البِشَرْ
ورِماحُــهُ طَعَـناتُها تُقْصِي الظَّهَرْ
//
أوْراقُ أحْــزانِي أظُــنُّ كثِيرةً
في دفْـتَرِ الأيَّـامِ مازَجها الأمَرْ
//
ماذا سَأكْتبُ في رثاءِ قصِيدتي
سُفُنُ المحابِرِ زُرْتُـها حتَّى تَدُرْ
//
أوَّاهُ منْ حزْنٍ على علْمٍ مَضى
أوْ حافظٍ لِكتابِ ربيَّ إذْ حضَرْ
//
أوَّاهُ منْ سهْمِ الفِـراقِ فإنَّـهُ
قدْ أشْعلَ الأحْزانَ في ضوْءِ القمَرِ
//
أوَهَكذا طعْمُ المحازِنِ إخْوَتي
يرْبو لَظاهَا في سِجلَّاتِ القَدَرْ
//
مُرٌّ وعلْقَمُها يجوبُ بداخِلي
وكأنَّما شُرِعتْ عليْهِ يَدُ الشَّرَرْ
//
كلُّ الخلائِقِ نشْتكي منْ فقْدِها
ماذا نَقولُ لِمَنْ لهُ زاكي الأَثَرْ
//
فرَّاقةٌ هذي الحياةُ وضوْؤُها
في كلِّ يوْمٍ خافتٌ أوْ مُعْتَكرْ
//
رحلَتْ أميرةُ دارِها أمُّ الهُدى
أمُّ اليَتامى والأناةَ وماَ يَسُرْ
//
أمُّ الفَضائلِ والكمائلِ والنَّدى
ومَنارُ أفْضالِ الأباطِرةِ الغُرَرْ
//
أمُّ الشَّمائلِ والعِبادةِ في الدُّجى
ودِثارُ أمْجادِ العَجائبِ والسِّيَرْ
//
وعِناقُ شهْبِ مَجرَّةٍ في ذا الفَضا
لِيُنيرَ درْبَ السَّالكينَ مدَى العُمُرْ
//
لا ضَوْءَ نشْعلُهُ العشيَّةَ أمَّـنا
لا زالَ قبْرُكِ نورُنا وهُدَى البَصَرْ
//
لا زالَ بوْحُكِ في نواميسِ العُلا
غنَّتْهُ أغْصانُ الخمائِلِ والشَّجَرْ
//
زيَّانةٌ في القلْبِ قد سَكنتْ بِنا
واللَّهِ حتَّى لوْ تقَمَّصتِ الحُفَرْ
//
هيَ فرْقدُ الإخْلاصِ أفْنتْ عمْرها
وشبابَها في كلِّ أنواعِ الخِيَرِ
//
وعسى فراديسُ الجِنانِ تَحفُّها
بينَ الأرائِكِ لا مِساسَ ولا ضَرَرْ

ومعَ الصَّحابةِ والرَّسولِ محمَّدٍ
ترْوي لهمْ عنْ جهْدِها بين البَشَرْ
//
صلَّى الإلهُ على محمَّدِ سيِّدي
عدَّ النجومِ وعدَّ حبَّاتِ المطَرْ

 

تعليق عبر الفيس بوك