أشرف قاسم | مصر
إلى الكاتبة الفلسطينية المبدعة : "بشرى أبو شرار" من وحي أعمالها
****
أجالس ثلَّةَ الأغرابِ وحدي
وتندفع الحماسة في وريدي
//
بلا وطن تغربنى الحكايا
وغزة .. غنوة القلب الشريدِ
//
أسافر في عيون الأفق ثكلى
إلى قمر ٍله وجه الشهيدِ !
//
و"ماجد"* غنوتى ..قنديل روحي
ونافذتي إلى الفجر البعيدِ
//
حدود تأزمي تنساب طولاً
وعرضاً من بدايات النشيدِ
//
هموم العمر فوق الصدر تسجو
وتسكن كـ"القلادة"حول جيدي
//
أظل الليل أرحل في ضياعي
وأسكب أدمع القلب الوحيدِ
//
"هنا..وهناك"لاجئة وحيرى
أشاكس مقبض الباب الوصيدِ !
//
فأشعل من دمى شمع ابتهالي
إلــى وطــن ٍ تكـبـل بـالـحـديـدِ !
//
وأسكب آهتي تغدو مداداً
يصوغ ملامح الحلم العنيدِ
//
جنون الريح أوله حروفي
وآخره مدى البأس الشديدِ
//
ليالي الصيف أشعلت انشطاري
وصافح صرختي قلب الجليدِ !
//
وأيقظني الأسى إذ هز جذعي
لأخرج من مدارات الشرودِ
//
لأسقط فوقكم رطباً جنياً
ووعداً يرتدى زىَّ الوعيدِ
//
خذوني وامسحوا عنى غباري
قتيلتكم .. وكلكمو شهودي
//
أنا ألق المساء إذا تجلّـى
وحزن الفجر جاء بلا جديدِ !
//
نقشت على صحاف العمر حلمي
رسائل مهملات ٍ في البريدِ
//
تُخايل مهجتي أطياف بيت ٍ
ووجه أحبَّةٍ خلف الحدودِ
//
زكىُّ دم ٍ توزع في البراري
وصرخة طفلة ٍ في يوم عيدِ!
//
وصوت ظل يعلو "لن تمروا"
سيبقى في فمي أحلى نشيدِ
//
سؤالي الآن في أوجِ انتحابي
متـاهـات . . و بيد خلف بيدِ
//
وصمتي الآن يرسم خارطات ٍ
لأوطان ٍ تئنُّ من القيودِ !
//
وضحكة طفلة ٍذبلت وشاخت
تسمى"القدس"في زمن ٍ جَحودِ
//
أكاد الآن ألمح وجه أمي
يـطـلُّ عـلـىَّ كـالـفـجر الـوليد
//
يسامر أحرفي ويشد أزرى
وصوت أبى يُدوِّى كالرعودِ
//
أموت على ثراك أيا بلادي
لتحيا القدس عالية البُنودِ
//
بلادك يا ابنتي لا تتركيها
فكم ضم الثرى عظم الجدودِ
//
فعودي الآن ..نحن على انتظار ٍ
لكــل يــد ٍتــدافع فلتعودي !!
.............
هامش:
* (ماجد): هو المناضل الشهيد والكاتب ماجد أبو شرار شقيق الكاتبة