كأس العالم حلم أم واقع

محمد العليان

إنَّ تفاعل الوسط الرياضي وغير الرياضي العُماني حول تداول خبر القنوات الفضائية ومواقع الفيفا ووكالات الأنباء العالمية المختلفة لاقتراح إمكانية استضافة السلطنة لجزء من مُباريات بطولة كأس العالم عام 2022م هو حراك صحي في المجتمع العماني، وأخذ الجميع يدلو بدلوه حول إمكانية السلطنة لاستضافة هذا الحدث العالمي وهل هي قادرة على ذلك؟ وتمت زيارة رئيس الفيفا للسلطنة للتشاور حول الاستضافة في حال موافقة الجمعية العمومية للفيفا في شهر يونيو من العام الحالي والتصويت على القرار وتشاركنا أيضًا دولة الكويت الشقيقة في استضافة جزء من المباريات أيضًا، وقبل كل شيء لابد من موافقة الدولة المنظمة للبطولة العالمية وهي دولة قطرالشقيقة، وإلى هذه اللحظة وبعد زيارة ورجوع رئيس الفيفا لم يتم إصدار أي بيان أو موافقة من الجهات المختصة والرسمية بالسلطنة حول الموافقة أو عدمها، الكل عندنا في السلطنة له نظرته الخاصة حول مدى الاستفادة والعائد من الاستضافة وبعدة معايير منها السياسية والاقتصادية والتجارية والسياحية والرياضية، والمنطق يقول بأنَّ هذه الاستضافة إذا تمت ستعود بالمنفعة العامة على السلطنة وستصبح السلطنة وجهة وقبلة ليست رياضية فقط كون الحدث رياضياً بل ستعزز من سمعتها في كل الاتجاهات سياسيا وتجاريا واقتصاديا وسياحيا، وإذا عدنا إلى ما بعد الموافقة أو قبلها مثلا سنجد أن السلطنة قادرة على استضافة مجموعة أو مجموعتين من مجموعات البطولة على أرضها فالبنية التحية متوفرة من فنادق وملاعب وشبكة طرق وغيرها وبدعم الفيفا أيضًا من جانب آخر خاصة إذا تمت الاستضافة في العاصمة مسقط ومجموعة في ولاية صحار، إذن الفرصة أصبحت تاريخية وحلما قد يتحقق ويتحول إلى واقع وحقيقة، فيجب على أصحاب القرار أن ينظروا إلى الاستضافة والموافقة عليها من زاوية وعين خاصة للاستفادة الكلية من هذا الحدث العالمي بالإضافة إلى دعم الفيفا مالياً وحتى دعم المنتخبات المشاركة أيضًا والمستضيفة بمبالغ كبيرة جداً، خاصة وأن الفيفا يحاول ويسعى لزيادة المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخبا في هذه البطولة لعدة اعتبارات وخصائص ستعود على الفيفا وعلى كرة القدم والدول بعوائد مالية وتسويقية ضخمة، مشاركة السلطنة في قطع الكعكة والاستفادة منها كرويا ستكون تاريخية خاصة وأن منتخبنا سيتأهل مباشرة للبطولة دون عناء أو تصفيات، وهذا في حد ذاته حلم من أحلام اليقظة أن يُشارك ويلعب في بطولة عالمية، إذن النظرة لهذا الحدث والاستضافة يجب أن تكون نظرة تفاؤلية وإيجابية من الكل وليس العكس نظرة فيها التشاؤم والأعذار والخوف والضبابية، فالحدث كبيروعالمي، فأولاً يجب أن نستمع ونتابع الخطوات الأولى للحدث ومساره وقراره في النهاية ثم بعد ذلك إذا أردنا الاستضافة فعلينا أولاً الاقتناع بالفكرة ثم تنفيذها.