خطيبة خاشقجي تصدر كتابا عن السلطنة في معرض مسقط للكتاب

 

الرؤية - محمد قنات

تطرح مُؤسسة الرُؤيا للصحافة والنشر والتوزيع أحدث إصدارات الباحثة التُركية الشهيرة خديجة جنكيز، بعنوان "عُمان السُّلطان قابوس.. مثالا للتعايش بين المذاهب الإسلامية والعالم"، وذلك في جناحها بمعرض مسقط الدولي للكتاب الذي ينطلق يوم الخميس المُقبل.

واستهلتْ الباحثةُ كتابها بنطق سامٍ لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- جاء فيه: "لقد أثبت التاريخ بما لايدع مجالاً للشك أنَّ الأمم لا تتقدم ولا تتطور إلا بتجديد فكرها وتحديثه.، وهكذا الشأن في الأفراد، فالجمود داء وبيل قاتل، عاقبته وخيمة ونهايته أليمة، لذلك عقدنا العزم منذ اليوم الأول للنهضة المُباركة، ألا نقع في براثن هذا الداء، وبقدر ما حافظنا على أصالتنا وتُراثنا الفكري والحضاري عملنا على الأخذ بأسباب التطور والتقدم في الحياة العصرية".

ويقع الكتاب في 371 صفحة من القطع المتوسط في مُجلد فاخر، ويتضمن 5 فصول تتناول مواضيع متعددة، ويناقش الفصل الأول "عُمان في الإسلام"، وفي زمن البعثة والخلافة وفي العصر الأموي والعباسي والنباهنة واليعاربة والبوسعيديين، وصولاً إلى العهد الحديث في وقتنا الحالي. بينما حمل الفصل الثاني من الكتاب عنوان "السلطان قابوس وبناء الدولة الحديثة"، تناولت فيه الكاتبة التطورات التي شهدتها السلطنة مع تولي جلالة السلطان المُعظم مقاليد الحكم وما مرَّت به البلاد من تطورات من وضع النظام الأساسي للدولة وهيكلة الدولة، وتأسيس مجلس عُمان إضافة إلى العلاقات الخارجية للسلطنة، والعلاقات العمانية الإيرانية، والعلاقات العمانية السعودية والعلاقات مع اليمن وتُركيا.

وخصصت الباحثة الفصل الثالث من الكتاب للحديث عن التعايش السلمي المذهبي، حيث تناولت في هذا الفصل مضامين نمط العيش المشترك بين المذاهب في عُمان، والإباضية ودورها في العيش المشترك، إضافة إلى نشأة وتطور الإباضية والتسمية، ومُباينة الإباضية للخوارج، إلى جانب آراء الإباضية الأساسية، والإباضية اليوم، ومجتمع عمان ودور البنية الإثنية. أما الفصل الرابع فقد ركز على المكون الديمغرافي والأدوار الأخرى، حيث تناول الموقع الجغرافي ودور التعليم، ودور المشاريع التي تنفذها الدولة، ومركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، إلى جانب كراسي السلطان قابوس العلمية، وأسابيع التقارب والوئام الإنساني إضافة إلى أدوار ومسؤوليات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ومعرض السلام ومجلة التفاهم. ولم يغفل الفصل دور ندوة "تطور العلوم الفقهية" ودور سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة، وجمعيات الصداقة العمانية الدولية في تعزيز التسامح وتحقيق التعايش.

وتطرق الفصل الخامس إلى السياسات الداخلية، والتأكيد على المواطنة القومية، وسياسة التسامح، والسياسة الخارجية.

وقالت الباحثة التركية خديجة جنكيز في مقدمة الكتاب إنَّ الانقسام الاجتماعي بدأ بتطويق الشرق الأوسط مع احتلال العراق عام 2003، وتم تأجيجه كنار عظيمة أحاطت بالامتداد الجغرافي للشرق الأوسط في السنوات التي تلت هذا الاحتلال. وأضافت أنَّ احتلال العراق- الذي تعيش فيه هويات عرقية متباينة- كان سبباً لانقسام اجتماعي كبير لم تقتصر تداعياته على دولة واحدة فقط، بل ترك بصمته على كل المعتقدات المتعلقة بالنسيج العرقي، لكنها أوضحت أنَّ السلطنة شهدت خلق بيئة من الثقة بين كل المجموعات المذهبية فيها، والتي تتكون من المذاهب السنية الشافعية والمالكية والحنفية والحنبلية وإلى جانبها المذهبان الشيعي والإباضي. وقالت: "لوحظ إعطاء هذه المجموعات الأولوية للهوية الإسلامية على الخصائص المذهبية للناس فيها وعلى سبيل فهم الوضع الراهن لهذا النموذج من البنيان، تمت أولاً محاولة فهم الهيكل الأساسي والاجتماعي لهذا البلد من خلال الإقامة فيه لمدة ستة أشهر في عام 2016".

وذكرت جنكيز أنَّ الدراسة التي يتضمنها الكتاب ستُصبح أكثر قابلية للفهم في هذه الفترة التي ألحت فيها الحاجة إلى استدراك الأمور، عبر التدبر والمُراجعة والتمعن والقراءة الواهية والتفكير في إمكانية أن يعيش المسلمون من مختلف المذاهب والأصول العرقية في دولة واحدة دون أن يكون هناك خصومة أو لَدَد فيما بينهم. وأكدت الباحثة أنه كان من المهم في هذا السياق الإقامة لمدة 6 أشهر في سلطنة عُمان من أجل التحقق من وجود التعايش في إطار توافقي بين المذاهب.

يشار إلى أنَّ الباحثة التركية خديجة جنكيز تخرجت من كلية الشريعة "الإلهيات" بجامعة إسطنبول عام 2013، وبدأت مسيرة الدرسات العليا عام 2014 في جامعة صباح الدين زعيم بإسطنبول، وتحديدًا في قسم علوم الإسلام الأساسية، وقسم علوم تاريخ المذاهب، ثم تخرجت في عام 2017 بعدما قدمت أطروحة بحث عنوانها "مثال للتعايش بين المذاهب بسلطنة عُمان في عهد السلطان قابوس"، وذلك ضمن جهودها البحثية لمواصلة دراستها لدول الخليج عموماً، والسلطنة على وجه الخصوص.

تعليق عبر الفيس بوك