ندوة ثقافية تستعرض "رؤية المؤرخين لدولة بني نبهان ودحض انتقادات ابن بطوطة"

...
...
...
...
...
...
...
...

 

إبراء - وليد الحسني

نفَّذ مركز سناو الثقافي الأهلي الندوة الثقافية "رؤية المؤرخين لدولة بني نبهان ودحض انتقادات ابن بطوطة"، تحت رعاية سعادة الشيخ أحمد بن سالم المحروقي والي الدقم، وسط حضور كبير.

وبدأت الفعالية بكلمة للدكتور مبارك بن عبدالله الراشدي رئيس مجلس إدارة المركز؛ رحب فيها بالحضور وذكر أهمية الفعالية؛ ومنها: تبصير الناشئة وإيضاح التاريخ العماني من خلال القراءة الواعية للتاريخ وتصحيح ما ذكر في ذلك.

وتطرق رئيس مركز سناو إلى أبرز فعاليات المركز خلال هذا العام، والتي تتناول عدد المسارات الثقافية التي تخدم كافة شرائح المجتمع، ثم ألقى الشاعر زاهر بن سعيد السيابي قصيدة ترحيبة بالحضور، بعدها قدم سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب المفتي العام للسلطنة؛ استعرض خلالها التعريف بالنباهنة، كما ذكر أنَّ بعض المصادر المهمة تفقد في التاريخ العماني، وذكر سعادته أن هناك خلافا بين المؤرخين في تاريخ بداية دولة النباهنة، وذكر أن الراجح هو القرن السادس الهجري، وفترة حكمهم انقسمت إلى فترتين؛ امتدت إلى ثلاثة عقود ونصف في الفترتين الأولى والثانية، وأنهم وصلوا للحكم عن طريق الغلبة. واستطرد المحاضر في ذكر بعض القصائد التي قِيلت وأرخت لتلك الحقبة؛ ومنها كتب التاريخ العماني مثل كتاب "قصص وأخبار جرت في عمان"، وكتاب "ابن رزيق"، والإمام السالمي في كتابه "تحفة الأعيان"، كما أنَّ هناك مصادر مساعدة في التاريخ العماني مثل الكتب الفقهية.

وفي رأي سعادته أنَّ حكام النباهنة أخذوا طريق حياة الملوك التي تختلف عن الإمامة، والتي جاءت عن طريق اختيار أهل الحل والعقد، ولكن قد تكون حدثت مبالغات في الغلو وسحب كل فضيلة عنهم، وأن فترة النباهنة التي امتدت لفترة طويلة لا بد أنها صاحبتها إنجازات ومبادرات قام بها ملوك النباهنة، ومن رأي الباحث أن الفترة الأولى كانت فيها إنجازات مثل مراعاة أحوال الناس وهذا ما يؤيده التاريخ، وذكر سليمان بن سليمان النبهاني الذي له فترتان في الأولى حياة اللهو والترف، والثانية بعدما عاد بن جزيرة القسم وهذه فترة أقرب إلى الواقع الإسلامي.

وتطرق إلى التحديات التي واجهت دولة النباهنة؛ ومنها: الصراع مع الأئمة والغزو الخارجي الذي وصل إلى ثلاث غزوات.

وقد حاور سعادة الشيخ المحاضر الدكتور موسى بن سالم البراشدي مدير دائرة تقويم المناهج بوزارة التربية والتعليم، كما تطرق إلى كلام ابن بطوطة والتناقضات التي وردت في أقواله؛ ومنها ما يتعلق بحديثه عن مصيرة، ومنها ما ذكره من إخفاء العمانيين الإباضية لمذهبهم وهذا ينفيه التاريخ. كذلك يأكلون في المسجد وهذا قد يكون فيه سوء فهم وقد يكون المقصود به تناول القهوة وليس تناول الوجبات مثل الغداء أو العشاء. إضافة لذكر ابن بطوطة أن العمانيين يخطبون بعد صلاة الظهر، وقد رد المحاضر على ذلك. كما ذكر قوله "نساؤهم يُكثرن الفساد وليس معهم غيره"، وهذا الكلام مردود عليه؛ فالعرب منذ الجاهلية لديهم غيرة، فما بالنا بعد الإسلام وفي دولة أساسها الدين الإسلامي قبل العادات والتقاليد العربية، وتطرق إلى كثير من مقولات ابن بطوطة التي أوردها في كتاباته.

وأرجع الشيخ أسباب كتابات ابن بطوطة لهذه المغالطات إلى أنَّ ابن بطوطة لم يجد الترحيب والاستقبال كما وجده في البلاد الأخرى، وهذا راجع للخلاف المذهبي؛ حيث إن ابن بطوطة لم يذكر أنه التقى أحد علماء نزوى عندما زارها، وفي ختام المحاضرة فتح باب المداخلات للحضور. واختتمت الفعالية الفرقة الانشادية بقيادة المنشد سليمان بن حمد المفرجي بنشيد.

تعليق عبر الفيس بوك