تساؤلات

سمية سلام اليعقوبية

مدرسة الغالية بنت ناصر

محققٌ أن بعضا منكم قد لاحظ كيف أن كلمة الكاذب هيمنت على كلمة الصادق وأخذت بالاتساع من شمال عالمنا لجنوبه، ومن علو السماء لعمق الأرض، ومن بقعتنا لتخوم البقع المجاورة. لكن السوء ليس هنا، السوء هو بعد أن ظهرت أناس تؤيد كلمتهم وتمدها بالقوة والصلابة وتزيد من عمقها وتساعد أطرافها على غض بصر الناس عن الحقيقة عن الصدق الذي أصبح شفافاً تمامًا كالغاز.
‏حتما سيظل المرء قابعا هناك؟  مقيدا لا حيلة له ولا قوة، لا يحاول العثور على منفذ منها وفي نهاية المطاف يجالس نفسه ويقول لها "أي سبيل أوصلني هنا؟"

‏قيل إن "الكذبة ممكن أن تنصف الكرة الأرضية في حين أن الحقيقة منشغلة في ارتداء حذائها"ونفسي لا تملك أدنى اعتراض على ما قيل.
‏ما الذي يرغم أنوف الناس على الاستماع للكذب الذي يكاد أن يفوق كذب مسيلمة دون أن ينبس ببنت شفة؟  
‏ ما خطب عالم الإنس هكذا، ما الذي جرى؟
‏عدالة انحرفت،أناس تخلفت، وأكاذيب تغدقت، أمست الأكاذيب بحوزتها أن تحيل النور إلى بور، وقوة ترابط الأفراد ببعضهم إلى فتور، وأصبح هذا الشيء الشنيع ينشر سلالته.
‏أو لم يدرك بنو آدم ما حلّ للعالم بأفعالهم المغفلة؟
‏أولم يدرك أن أخاديعه وأكاذيبه تمد أناملها مشارق الأرض ومغاربها؟
‏أولم يدرك بأن الصبح علينا يأتي بعسعس؟
ألا ليت أحد يجرؤ على اقتلاع براثن كهذه، التي أصبحت تغرز سمومها على فم كل من حاول قول الحقيقة ولو حرف واحد منها.
أصبح الكاذب يحل محل الصادق في الائتمان.

‏هل يمكن للشريان الرئوي ونظيره الوريد الرئوي أن يحلان محل الأبهر في الدورة الدموية الكبرى؟
‏ فشتّان بينهما وبينه.

 

تعليق عبر الفيس بوك