طور عقلك الباطن تستمتع بالحياة



مجدولين الجرماني | سوريا - إعلامية واختصاصية موارد بشرية

نمط جديد ظهر في كتاب "العقل الباطن قوتك الخارقة" للكاتب عبد الرضا معاش الصادر عن دار روافد في بيروت وهذا النمط من العلوم أُدخِلَ حديثا على مجتمعاتنا وبات يأخذ حيزا مهما من التفكير والوعي والعمل به من خلال أفراد أو مجموعات ، فهو من الكتب المهمة التي لفتت انتباهي في التماهي بين هذا العلم وتقاليد مجتمعنا وأخلاقه الحميدة .
يبدأ الكاتب بتعريف العقل الباطن فيقول: هو الأساس الذي يتحكم بعاداتنا وسلوكنا وتصرفاتنا، وهو يؤثر في وصولنا إلى غايتنا حسب نمط التفكير الخاص بنا ،سواء كان سلبا أم إيجابا.
ثم يُعرفنا الكاتب بطريقة عمل العقل الباطن، وأنه يعمل لمدة "٢٤ ساعة متواصلة " ويصفه انه يقوم بحل المشاكل المعقدة التي يعجز العقل الواعي عنها.
من الطرق الرائعة والنصائح الإيجابية والتي تهمنا بشكل يومي في حياتنا ،إذا تعرضنا لمشكلة مادية أو إجتماعية،أو عاطفية علينا
١- تجنب الشكوى
٢- التذكر بأن الجميع يتعرض لأزمات
٣- مصاحبة الأشخاص المرحين
٤- نتعامل على مراحل
ه- نضع خطة رئيسية وخطة للطوارئ
٦- لا ندع شيء يمر دون الإستفادة منه.
ونرى بأن الكاتب يميز بين العقل الواعي الذي نستخدمه في جميع أنحاء حياتنا الذي يعي ما يحدث معنا تماما، وتركيزه محدود، منطقي ومحلل، يقوم ببرمجة العقل الباطن، مفكر، وإذا اقتنع يغير العقل الباطن للأحسن ، وبإمكانه إعطاء العقل الباطن معلومات سلبية وإيجابية .
ثم ينتقل الكاتب ليعطينا المفتاح السحري للسعادة باستخدام عقلنا الباطن حيث يقول: ( معرفة التفاعل بين العقل الواعي والعقل الباطن يجعل الفرد قادرا على تحويل حياته للأفضل، وهذا لا يعني اننا قادرين على تغيير كل الظروف التي تحيط بنا ، او العالم الخارجي ولكن يمكن تغيير الأفكار وما بداخل الأشخاص ليتأقلموا مع الظروف والأحوال) .
وذلك يدعونا لنتفكر بالقدرة الإلهية التي مُنِحنا إياها، ونعجز عن التعامل بها لإصلاح أحوالنا.
يقول "ارنست هولمز" في كتابه النظريات الأساسية لعلم العقل ( أفكاري تتحكم في خبراتي وباستطاعتي توجيه أفكاري ). وتقول " ماريان ويلياسون " في كتابها العودة للحب (باستطاعتنا في كل لحظة تغيير ماضينا أو مستقبلنا بإعادة برمجة حاضرنا)  اما "جيم رون" مؤلف كتاب السعادة الدائمة فيقول (التكرار أساس المهارات).
ومما يؤكد وجوب قراءة هذا الكتاب، بأنه اعتمد على نظريات واقعية يمكن تطبيقها لأي كان، ولم يضع القارئ بالخيال الفارغ، وإدعاءات لاتغني ولاتسمن من وعي ، حيث يخبرنا بأن العقل الباطن يعمل من خلال ربط الأفكار ببعضها باستخدام كل معرفة اكتسبها خلال مراحل الحياة، لتحقيق الغرض المنشود، ويعتمد العقل الباطن على الطاقة والقوة والحكمة اللامحدودة في داخل الفرد، كذلك يشجع الكاتب قبل الشروع بالقيام بأي تجربة على العقل الباطن، على الوضوء باستشهاده بقول الصادق الأمين (الوضوء على الوضوء نور على نور) والإكثار من قول (ماشاء الله ولاقوة إلا بالله).
ومن أجمل الفصول التي ترسخت بذهني هي رسالة نشر الحب بين الناس بالطريقة الواعية، التي تحتاجها مجتمعاتنا العربية وخصوصا بالفترة الحالية، ويحث على المسامحة والتعامل الصادق، كذلك يُظهِرُ آثار العفو في ديننا الإسلامي الجليل بحيث ندرك ارتباط العلم بالأخلاق الحميدة، وقدرة الإنسان العالية على التحكم بطريقة عيش حياته بشكل سوي، فيستشهد بكلام النبي"ص" ( تجاوزوا عن ذنوب الناس ،يدفع الله عنكم بذلك عذاب النار). ومن أهم فقرات الكتاب معالجته للمشاكل المادية التي يعاني منها تقريبا "٩٠%" من أبناء وطننا العربي، فهو يتحدث عن قوة الإيحاء ، والإقتناع بالوفرة والغنى.
ثم أخيرا يخبرنا الكاتب عن ضرورة وفوائد الارتباط بالعقل الباطن وخصوصا قبل النوم العميق، وكذلك يشرح فوائد النوم العميق الذي يساعد على إطلاق الهرمونات الجنسية التي تساعد على البلوغ وتزيد الخصوبة، ويساعد على ترميم الخلايا والأنسجة ، والأهم للسيدات بتجديد جمالهن.
هكذا نستنتج بأن العقل الباطن هو سر السعادة المتوازنة في الحياة، وهو مفتاح الحلول لمشكلاتنا إذا استطعنا إدراك التعامل معه بخطوات صحيحة ،وهو بنك المعلومات اللامتناهي، و الباب السحري للإبداع بكافة مجالاته .
وأخيرا أقول: إنه كتاب ممتع ، أسلوبه سلس، يستطيع الجميع التعامل مع المادة العلمية المتواجدة بسطوره، وتطبيقها بسهولة.

 

تعليق عبر الفيس بوك