المنظومة مظلومة

 

طلال خلفان

لاعب المنتخب الوطني السابق

  

كم أنت مظلومة أيّتها المنظومة، فعند تحقيق أي نجاح تسقطين سهواً، وعند أي إخفاق تكوني الشماعة التي يعلق عليه الجميع أخطاءه لذا فالمنظومة مظلومة.

استمعت لآراء كثيرة عن أسباب خروجنا من البطولة الآسيوية، واستوقفني سبب وهو المنظومة، فراودني السؤال حول معناها؟ فبحثت في معناها حتى أدركت أنها المسؤولة عن تنظيم أي عمل في مكان ما، فهي مجموعة أفكار ومبادئ مُرتبطة ومنظّمة تربطها أدوات لتحقيق هدف.

والمنظومة هي العلاقات المخططة بين الأجزاء أو المكونات أو العناصر، ومن أهم مدلولات ومعاني هذه الكلمة هو (الهدف) الذي تتواجد من أجله هذه العلاقات أو الهدف الذي يتحقق من وجود المنظومة نفسها أو تعمل المنظومة لتحقيقه والوصول إليه.

والنظرية العامة للمنظومة أنّها تستمد وجودها من هذا الهدف والذي يجب أن تبنى حوله ولا تستطيع أن تصل له دون وجود (تخطيط المحدد بزمن) فبناء المنظومة والتخطيط لتحقق الأهداف المحددة لها وجهان لعملة واحدة، وقد ظهرت مئات المحاولات لوضع تعريف موحد للاستدلال على المعنى العلمي لكلمة منظومة نذكر منها أنّها مجموعة من المركبات والأجزاء التي تعتمد في عملها على بعضها طبقاً لتخطيط محدد يساعدها (المنظومة) للوصول إلى أهداف محددة بعينها.

وفي كل مكان يعترف بهذه التعاريف للمصطلح إلا معنا، فالمنظومة هنا هي سبب الفشل، والمنظومة هي الشماعة التي نعلق عليها أفكارنا الخاطئة، وعملنا العشوائي غير المنظم، والمنظومة معنا هي أيقونة الفشل وليس لها دخل بالنجاح فعندما ننجح بعمل عشوائي من محض صدفة يتصدر المسؤولون المشهد بأنّهم هم من اجتهدوا للوصول للنجاح في ظروف حالكة، وليس منظومة العمل الناجحة (قليل من يعترف بقيمة العمل الجماعي) وعندما يفشل نفس المسؤول إثر العشوائية المتبعة فإما أن يهرب بعدما كان يتصدر المشهد والشو الإعلامي وإما أن يرمي المسكينة المنظومة المغلوبة على أمرها ويكيل لها التّهم بأنّها السبب الأول لهذا الفشل.

ومن خلال خبرتي البسيطة أدرك أنّ للمنظومة وجود في النجاح والفشل ولكن ليس هي من تنجح أو تفشل ولكن العقول التي تديرها هي السبب فلو كان هناك تخطيط وعمل ورؤية مستقبلية واضحة ستكون منظومتنا قوية وناجحة وعندما لا يكون التخطيط ثانويا، والعمل يفتقد للإخلاص فمنظومتنا ضعيفة وفاشلة لذلك (المنظومة مظلومة) ولكن السبب هو من يديرها، فالواجب علينا أن نعمل على صنع عقول مفكرة كي تعطينا تخطيطا وعملا ورؤية واضحة وذلك بإعطاء مساحة أكبر للخبرات الطويلة بالعمل وأيضاً مساعدتهم بالارتقاء ودمج التعليم مع الخبرات بعمل دورات وورش عمل، وابتعاث للجامعات وزيارة من هم أفضل منّا، وأخذ تجاربهم الناجحة للعمل بما يفيدنا فنحن بحاجة لأصحاب التجارب، وأنا متأكد عندما نقوم بكل هذا سنجد أنفسنا في الطريق الصحيح للنجاح؛ والدليل واضح في أنّ الدول التي كنا نسبقها بسنوات وصلت إليه وبعضها سبقنا (فيتنام والهند) خير مثال فعندما اهتموا ببناء البشر سلكوا الطريق الصحيح. شكراً لجهود اللاعبين المقدرة التي نثمنها، وشكرا للعشوائية التي وصفت بلوغ دور الـ 16 بالإنجاز! اصحوا من سباتكم، فإن كان هذا طموحكم فإنّه ليس طموحنا..! فربما انتهى دوركم عند هذا الحد؟ فالبلد زاخرة بالكفاءات القادرة على إدارة شؤون الكرة بما يتفق مع الطموح الواقعي والانتقال من العشوائية التي تحتاج للحظ إلى منظومة كروية متكاملة، ترتكز على قواعد ثابتة تفضي في الأخير لتحقيق حلم يحول بيننا وبينه العمل الإداري الضعيف.

تعليق عبر الفيس بوك