"بدون" عنوان

 

عادل بن سالم الحمداني

 

يا صديقي إنِّك تعيش في "أرض النفاق" فيكفي أن تجلس معهم "إحدى عشرة دقيقة" حتى تكتشف أنَّ كلمة "لا" لا تعجبهم، وأنَّ كل "الأشياء ليست في أماكنها" وأنك لو عشت "مئة عام من العزلة" لن تتخلص من آثار ضررهم، فكل حكاية من "حكايات حارتنا" تجعلك تعتقد أنك تعيش في "كهف آدم" منعزلاً عن واقع الحياة التي رسمتها في مخيلتك؛ غير مدرك أن الوحدة هي في نهاية المطاف مؤلمة، تشبه الألم الذي يشعر به اليتيم "ذات فقد".

    ورغم "الوخز" الذي تشعر به وأنت تراهم يسعون لإثبات أنَّ "طعم الذئب" لا يختلف مذاقه عن طعم "الخبز الحافي" لذلك لا تتعجب إن قلت لك مجددا أنك تعيش في "أرض النفاق" وأن "كل الأشياء" فيها مبهمة وغامضة كـ"شيفرة دافنشي".

"وبعد" أود أن أخبرك أن "العالم وفقاً لبهجة" – وهي بالمُناسبة واحدة من "سندريلات مسقط" – لا يعدو أن يكون أشبه برحلة عابرة كئيبة تختلف عن الـ"رحلة إلى السرات"؛ فلم تعد بهجة تشعر بالفرح في هذا العالم كما كانت تشعر به كل ليلة تقضيها حتى "بزوغ الفجر" ما دفعها للقول: "ونسيت أني امرأة" بعد أن كانت ذات يوم "نجمة الجماهير" التي يعشقنها "بنات الرياض" ليُطلقنّ عليها "التي تعد السلالم" لتكون بفعل ما حدث لها كـ"السجينة" التي تنتظر "عودة الغائب" ذلك "الذي لا يحب جمال عبد الناصر".

يا صديقي، ونحن نفتح قلوبنا أحدنا للآخر؛ سأخبرك عن "الأربعة الكبار" الذين لا يؤمنون بشيء قدر إيمانهم أنَّ "الرابح يبقى وحيدا" وأن "من يحب.. يخسر" لذلك بذلوا قصارى جهدهم ليثبتوا أن "صاحب الجلالة الحب" لم يعُد يمثل "حكومة الظل" تلك الحكومة التي عرفت بحكومة الزيزفون: التي تزهر ولا تثمر وتعد ولا تنجز.

أول هؤلاء الأربعة ويدعى "الأبله" جاء قبل وقت طويل من "ليلة سقوط بغداد" في "عام 3000" ليبّشر عند "ساعة بغداد" بقيام "جمهورية كأن" ومن فرط حماسه بما بشرّ به وقع ضحية نفسه الأمارة بالسوء مرتكباً أول "جريمة في القرية" عندما اغتال "عشيق الليدي شاترلي".. أما الذي جاء بعده فكان شعاره "زوجة واحدة لا تكفي.. زوج واحد لا يكفي" وقد أجبر النَّاس من حوله على "الطواف حيث الجمر" يتقدّ متحملين النار التي "ترمي بشرر" من أعلى قمة في "الجبل الخامس".

أما الثالث فظنَّ النَّاس أنه ينتمي لقبائل "بر الحكمان" حيث عاش حيناً من عمره في "غبة حشيش" قبل أن يتطبع بطباع أهل "شيكاغو" ؛ جاء يحدثهم عن "مقتل بائع الكتب" التي يضم أحدها "الرمز المفقود" الذي من شأنه أن يقود لفهم كيف يمكن لـ"شباب امرأة" أن يُحافظ على "ذاكرة الجسد" بعيدًا عن كل ما تُثيره "لوعة الغاوية" وبعيداً عن "ذكريات" ما حدث لـ"الجسد المضيف".

أما رابع الكبار "الخيميائي" فجاء قبل ولادة "قمر جديد" وقبل أن يحدث "خسوف" آخر يُحيل "الأحمر والأصفر" إلى ألوان لا تحبها "جيشا" التي شهدت "أفراح القبة" قبل "أن ترحل" بعيدا وهي تسمع "ماجدولين" تقول لها مرة إنَّ : "الأسود يليق بك" كثيرا "فلتغفري" ما سببته من حزن لك فلقد "كبرت ونسيت أن أنسى" فـ"الفقراء" مثلي يموتون من أدنى "جرعة عشق" تمس أرواحهم. وأن "عتمة الذاكرة" كادت أن تنسيني إخبارك أنَّ رابع الأربعة جاء برفقة "الجاسوسة" ليُدرك الناس بعد وصوله في شهر ديسمبر أن "الموت يمر من هنا" فكما تعلم "في ديسمبر تنتهي كل الأحلام".

أخيرًا أود أن أقول لك: "الأصل" في أي شيء لا يمكن تجاهل ضوئه يطلق عليه الظاهر أو "الزهيّر"؛ وأود أن أخبرك أنه حين عاش "كافكا على الشاطئ" خلال سنوات "الحب في زمن الكوليرا" لم تكن تجرؤ امرأة على أن تسأله "أحقا أحببتني" ؛ فقد كان يعتقد أنه خير من يمثل "الوله التركي" في أسمى معانيه بعيدا عن "ضجيج الجبل" وكل من سكن فيه.. ونصيحتي لك إذا ما ضايقك أحدهم قل له "نسيان COM" سهل فأنتم باختصار تعيشون في "أرض النفاق".

تعليق عبر الفيس بوك