د. ريم سليمان الخش | باريس

وللعطرِ أفيونٌ خطيرٌ إذا عبقْ
ترتله الأنفاسُ ورِدا من الشبقْ
//
وتصحو ذئاب النفس جوعى وتشتهي
صداما وعصيانا وغزوا على دبق!!
//
على أنّها تنوي امتصاصا لحسّه
ولكنّه امتصّ العروق لها سبَقْ
//
ليُطلق من قارورة الطيب ماردٌ
يُقيم على النشوى كحبرٍ على الورق!
//
وأجملُ مافي العطر حسٌ مجنّحٌ
وفوضى تآويلٍ تفوحُ إذا شهقْ!!
//
كومضٍ من اللاوعي فاقَ مؤخرا
على حشد أشجانٍ بأرشيفه انبثقْ!
//
وللروح أبواب الأحاسيس خمسة
على أنّ باب الشمّ أخطرُ مااتفق!
//
أحبّ اشتمام الحب شمّا معرّقا
ودخان أفيون القلوب إذا احترقْ
//
ويُخلطُ معْ سحر العطور دخانه
ولم أدرِ أيّ الآبقين بنا انسحق!!
//
على أنّ طعم التبغ حلوٌ بمرّه
ومرٌ ذواقُ العطر حتى مع العرق!!
//
وليسَ كريح الحبّ ريح أُلذّها
وليس كريح الأم عطرٌ إذا عبق
//
وللعطر خزّانٌ عميقٌ مؤرخٌ
يُهيّجُ إحساسا قديما بنا اختنق
//
كيعقوبَ من ريح الحبيب نجاته
وبالريح قد ترجو الوقوع على غرق
//
أريد قميص الأم لاريح بعدها
ولاحرفَ يعلو حضن أمٍّ إذا نطق