مازلتِ هوىً ينسجه الخيالْ


مثنى إبراهيم دهام | العراق

عيناكِ بحرٌ أُفـقـهُ يـعانق السماء
طافت به أشرعة الأحلام  والمساء
يحتضن المدى..
في مقلتيك فـيهما ولادة الندى
ومكمن الضياء..
وفي دمي تلهـّفٌ، ومهجتي اشتهاء
للقمر الناعس والنجومْ..
تعوم في عينيكِ أو تطفو على الغيومْ
كلُّ دمي تلهـّفٌ، كلهفة الغريق للهواء
وصيحةٌ تصارع الفناء
في عالم ِ الشقاء.. والضياع.. والردى
أنا المسافر الـّذي شاء له القدرْ
أن يركبَ الأمواج في متاهة البحرْ
مسافراً في فلك الزمانْ
تعبثُ بي عواصف الأيام والقدرْ
وأنتِ مازلتِ هوىً ينسجه الخيالْ
بعيدة المنال..
تداعبين لهفتي كطلعة القمرْ
أريد أن أبحر في عينيكِ كي أحسّ بالأمانْ
فهاهمُ المغول والتترْ..
يصادرون كلَّ بسمةٍ من العبيدْ
ويسرقون كلَّ بهجةٍ من البشرْ
أدعوكِ يا ميلاديَ الجديدْ
يا كوكبي القريب والبعيدْ
أن تولدي وتوقدي مشاعل الضياء
كي تستفيق مهجتي من رقدة الفناء
في غابة الحجرْ..
أدعوكِ يا ميلاديَ الجديدْ
أن ترفعي عن كاهلي سلاسل الحديدْ
كي أستطيع أن أعيش كيفما أشاء
كي أستطيع أن أحسَّ نشوة البكاء
ولهفة المطرْ..

 

تعليق عبر الفيس بوك