صـــراع


حسن قنطار | سوريا
في هاجسي
صراعاتٌ تنبح وراء لقمة
أزيزٌ عاصفٌ
يبعثر أوراق اللعبة
من جديد ...
يعيد حياكة السراب
يتسلل ماءٌ كاذبٌ داخل عروق الطامعين
فتستبشر أنيابهم شرَهاً
تتراقص النقودُ فوق الرؤوس
والكلّ يهزّ لها القدود
***
في هاجسي
وفاء كلبٍ، وحياء هرة
استكانةُ أسدٍ، وانصياع لبوة
وأتانٌ تحمل أسفار زوجها الحمار
وتخور أبقار الأعوام بالخير
وتصيح أرواح الفجر
وتضحك الأحلام
***
في هاجسي
لا شيء يكسر حصون الحتم
حتى الأقلام مات صريرها
كلالةً
نزيفاً
أو إرهاقاً
حتى الأحلام زفرت أرواحها
وغارت دنانُ النبيذ
في وجنة الزمن

***
في هاجسي
عرسٌ يجمع الغربان واليمام
ويُعقد القران
وتختلط الدماء والأنساب
وجيناتٌ
تتناقلها أيدي الأصلاب
وجيل اليوم يحكي
قصة الأعمام والأخوال
فتنام معارك الأضداد
لكنها ستبقى
رماديةً
تتأرجح بين النقيضين
وأنا لا أصاحب
أعني عقلي
لا يألف صحبة الرّماد.
***
لم يعد في هاجسي
حياةٌ للرماد
لم أعد أطيق
أنفاسَ النفاق
ولا الكفَّ التي تداعب عصا حاملها
لن أنفق قبلةً هزليةً تسكتها
ولا النار التي أدانيها حذراً
أتحسس منها دفئاً
إما أن تحرقني أو تموت
ولا تلك الألوان المتعانقة ترفاً
لقد حلّت لعنتي على الضباب
فإما بياض ناصع منتصر على السواد
وإما نموت وفينا شرفُ الخلود

 

تعليق عبر الفيس بوك