امرأة من طين الشعر

د. أحمد جمعة - مصر

 

تبقى وحيدًا

تدّعي راحةً في بؤسك المخفي

تحت جلد وجهك الأسمر

حتي تصدمك امرأة من طين الشعر

فتكسر عظام روحك المكابرة

وتلطخ دمك بكامل أوعيته بالشوق

تقشّر قلبك من صدئه

بسكاكين الحب المدفونة من عمر

تحت دقات قلبها،

 

ثم حينها تصبح وحيدًا جدا

وحيدًا كإله

تعبده امرأة في محراب الجسد

وتتلو هاجدةً له ليلًا

آيات النار،

 

تصبح وحيدًا جدًا

كعبدٍ أوحد في هذا الكون

- المرأة كون أسمى -

تتضرع في لهف

لجلدها النوراني الأسمر

بشفتيك الراجفتين

قبلة قبلة،

 

تصبحان وحيدين جدًا

لا يعرف كلاكما أيهما كان

أكانتك هي؟

أكنتها أنت؟

أم كلاكما واحد؟

 

ثم تلتئم عظام روحك المهشمة

وتعودان كأول مرة كنتما

جسدا تخرج منه امرأة

يتوكأ عليها

ويهش بها على وحدته!

تعليق عبر الفيس بوك