تطوير المساجد على الطرق

محفوظ الشيباني

في مشهد متكرر ويتناقض مع قدسية المساجد والتطور الذي تشهده البلاد في كافة ربوعها، هناك بعض المساجد على الطرق العامة وفي مناطق الامتياز مقامة على مساحات ضيقة وبها صنابير مياه تتكدس أسفلها برك مائية لا تجد تصريفا، وأتربة متكدسة في فنائها وسجاد مر عليه الدهر ولم يجد من يحن عليه بالحداثة، ودورات مياه معدودة لا تتوافر بها أدنى معايير السلامة الصحية، وبناء معماري قديم في بعض المساجد استباحتها بعض العمالة الوافدة فتأوي إليها بغرض الاستراحة والنوم في اماكن المصلين.

وعند دخول المسجد يُفجع المصلي بالمنظر الذي يشاهده للوهلة الأولى والمحطم للطموحات والمكانة المرموقة والمثالية التي يراد بها للسلطنة ودور العبادة فيها، والتي تخدم مرتادي الطرق العامة من المسافرين والمواطنين والعاملين والمقيمين في تلك المناطق وكذلك السائحين والمتجهين الى محافظة الوسطى ومحافظة ظفار مما يطرح العديد من التساؤلات للجهات المعنية حول دورها في مكافحة هذه الظاهرة ومعالجتها.

وتتكرر هذا المشاهد في أحد المساجد الواقعة بالطريق العام إلى محافظة الوسطى حيث قد لا تجد مكان ومتسع لإقامة صلاة الجماعة في مسجد يعد محطة مهمة لإبراز التطور الحضاري والثقافي والسياحي لزوار السلطنة من الخارج مما قد يرسم صورة ذهنية سيئة تترسخ لديهم تتناقلها ألسنتهم بما يمس سمعة الحداثة وتطور القطاع السياحي الذي تشهده السلطنة.

 فحري بالجهات المعنية أن تُفعل دور القطاع الخاص في مناطق الامتياز النفطية وتطالبها بالمساهمة في تشييد وتطوير البنى التحتية لهذه المساجد وتتكفل على نفقتها الخاصة بتخصيص عامل للاعتناء والمحافظة على مرافقها وذلك في سياق خدمة المجتمع المحلي والتي - بلا شك-  يستفيد منها العامة من المواطنين والمسافرين والسائحين والعاملين بتلك الشركات أثناء تنقلهم في الطرق الرئيسية بالولايات والمناطق الصحراوية الشاسعة والمفتقرة لمثل هذه الصروح المقدسة والتي تحظى بمظاهر الحداثة والتطور.

يجب علينا جميعا أن نكثف جهودا جبارة نحو المسؤولية الوطنية والاجتماعية في تعظيم هذه المنابر ونشر هذه الثقافة الحميدة وتأصيلها في نفوس الجميع كلٌ من موقعه ودوره الريادي في خدمة الوطن من منطلق قوله تعالى: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وعلى الجهات المعنية التي تعد محل ثقة الجميع ان تكثف دورها في معالجة هذه الظاهرة وإيجاد الحلول المناسبة والكفيلة بذلك من خلال حث القطاع الخاص على القيام بدوره وواجباته في التنمية لينعم العباد والبلاد بمساجد تزخر بالقداسة والتعظيم والازدهار.

تعليق عبر الفيس بوك