الإفلات


أمير علي | العراق

الاثار السوداء لأطارات السيارة ترسم خطوطا مائلة من منتصف الشارع الى جانبه الايمن، بين كل ميلان وآخر عدة كيلومترات، عند نهاية الميلان ينزل من السيارة ويغسل وجهه ذي الذقن التي يغطي شعرها تفاحة ادم بشاربين خفيفين  وبشرة لونها بلون الفحم بداية الاشتعال ويفرك عينيه بقوة محاولا طرد مايتوهمه احلاماً؛ رغم انه تعلم منذ ان كان سائقا لقائد الجماعة على القيادة لساعات طويلة من دون نعاس.
 يرفع (الشوال) الذي سبق وإن افرغه من مخازن الرصاص التي كانت متكدسة فيه واتخذه سجادة صلاة ،ييدأ بالسير بين السرعة والابطاء وبينما هو يبحث في الراديو عن تلاوات قرآنية وسط الاذاعات المغلقة في هذا الوقت من الليل  يسمع منه صراخ نساء واطفال وشباب وشيوخ يصرخون بأسمه الحركي وبنبرة انتقامية  وبعد ان يجتاز مسافة بسيطة ينبثق له قتيل آخر من مجموعة قتلاه الذي يرفع الاسفلت بعد ان كان يتغطى به كغطاء صيفي وينهض واقفا صارخا بأسمه الحركي.
يفلت منهم بالتوقف والانحراف نحو الجانب الايمن محاولا في كل مرة ان يبتعد ان مدى الرؤية الأحمر الذي تصنعه نافورة الدم التي يختلف مركزها في كل مرة ، مرة تكون جمجمة ،مرة تكون قلب، مرة تكون مثانة، مرة تكون..

 

تعليق عبر الفيس بوك