زاكيروني.. الخياط الماهر

 

الرؤية – وليد الخفيف

وصف نفسه بالخياط نظرًا لقدرته على حياكة الثوب الفنّي الذي يتناسب مع مقاس وقدرات المنتخبات التي يقودها.. وأسماه البعض بالثعلب.. إنه الإيطالي العجوز زاكيروني مدرب منتخب الإمارات.

سجل حافل بالنجاحات التدريبية منذ عام 1983 بعد اعتزال كرة القدم كلاعب، فقاد أكبر الأندية الإيطالية ونال شرف التتويج بلقب آسيا إبّان قيادته لليابان عام 2011، ارتفع سقف طموحاته لتكرار الإنجاز مع المنتخب العربي بعدما قاده لنصف النهائي إثر تجريد الكنغر الأسترالي من لقبه في دور الثمانية.

الداهية العجوز الذي أنفق مبالغ طائلة خلال فترة إعداد الأبيض الإماراتي تعرّض لحملة انتقادات واسعة من قبل انطلاق البطولة، فالأداء لم يلق قبول شريحة واسعة من الجماهير الإماراتية التي تستضيف أراضيها الحدث للمرة الثانية في تاريخها بل ازدادت نبرات المطالبة برحيله بعد مباراة الافتتاح.

وتولى مدرب يوفينتوس السابق مهمة قيادة المنتخب الإماراتي في منتصف أكتوبر عام 2017، ولم يتمكن من تحقيق اللقب الخليجي مكتفيا بالوصافة أمام منتخبنا الوطني الذي عاد باللقب.

التفريط في اللقب الخليجي لم يثن الاتحاد الاماراتي عن تجديد الثقة بمدرب انتر ميلان السابق، غير أن الأخير لم يظهر حنكته ودهاءه سوى أمام الكنغر الأسترالي في مواجهة دور الثمانية التي تجاوزها بطرح الكنغر أرضا والعبور على حسابه لنصف النهائي. غير أنّه احتاج لتدخل الحظ في تجاوز قيرغستان في دور الثمانية.

ويجيد زاكيروني الذي قاد أكبر الأندية الإيطالية مثل فريق السيدة العجوز تطبيق أكثر من أسلوب لعب من مباراة لأخرى، الأمر الذي يصعب على منافسه تحديد القراءة التكتيكية المُسبقة..

ويبدو أنّ الخياط الماهر مقتنع بشكل كبير بطريقة لعب 3/4/3 التي طبقها مع منتخب الإمارات في 8 مباريات، بيد أنها لم تحقق الأهداف المرجوة منها لعدم استيعابها من قبل عدد من لاعبيه، لذا اعتمد على 4-3-2-1 عند مواجهة منافس معروف بشراسته الهجومية، و4/4/2 عند حاجته لتفعيل الشق الهجومي أمام فريق يتفوق عليه نوعيا. أو 4-2-3-1 في مواجهات متوازنة يسعى لحسمها من جزئيات بسيطة، لذا فمن الصعب أن يتوقع سنشيز الذي يقف أمامه في المنطقة الفنية لقطر طريقة اللعب التي سينتهجها.

الحوار التكتيكي الرفيع بين الإيطالي زاكيروني والإسباني سنشير سيحدد الطرف الثاني في النهائي الكبير.

تعليق عبر الفيس بوك