ببابــِكَ لا يمَلُّ رجَــاءَ عـبْــدٍ


أبو نبراس يونس البوصافي | مسقط

سِياطُ الدَّمْعِ أوْجَعتِ الخُدودَا
بِليْلِ الحـزْنِ عرْبَدتِ الجُمـودَا
//
أضــــاءَتْ وِجْنَةَ الرُّمـَّانِ حِينًا
وصــاغَتْ منْ حَلاوَتِها نُقُــودَا
//
تُسُونامِي المَشاعِرِ مجَّ نـِــيلاً
سُــرَادِقُه ستَعْتنقُ الجُلــــوداَ
//
ويجْري الدَّمْعُ منْ عينيَّ عِقْداً
فتحْســَــبُ خرْزَهُ ليْلاً جُنـودَا
//
كأنَّ الحـــزْنَ منْشَفتي رِدائي
وأقـْــسَمَ أنْ يظلَّ بِنا سَهُودَا
//
تقَفَّصَ قلْبيَ المكْلومَ صدْرِي
توَضّأَ دمْعةً ومَضَى سُجُودَا
//
لقدْ سجَدَتْ شرايِيني تِباعًا
عليْهِ منَ الجلالَــةِ أنْ يَــقُودَا
//
وقافِيَتي على شَفَتي يَباسٌ
أْمنِّي النَّفْسَ شِعْرًا أنْ تُجودَا
//
ببابِكَ ـ سيِّدي - نفْسِي فخُذْها
وطيِّبـْها لَنـا مِسْكًا و عـُـودَا
//
فكمْ منْ آيةٍ في الكونِ تحْكِي
وفي القرْآنِ أطلَقْتَ الوُعُـودَا
//
وقدْ -واللّــهِ- أرْهَقَــها وبــالٌ
منْ العصْيانِ كانتْ أنْ تَسُودَا
//
ببابــِكَ لا يمَلُّ رجَــاءَ عـبْــدٍ
ضعيفٍ قدْ أتــاكَ لكَيْ يَسُودَا
//
ببابــِكَ يا إلــهي كلُّ عيْـنٍ
تقُرُّ وليْسَ يُبْـعدُها الصُّدودَا
//
ونفْسٌ ما رعَــتْ للّهِ قــدْرًا
لقدْ آنْ الأوانُ بأنْ تَعُــوداَ
//
على جنَباتِ ليْـلْي شارداتٌ
تزورُ وليْسَ يُعْجبُها الشُّرودَا
//
مُواساةٌ أتتْ والدَّمْعُ يهْـمِي
نَحِيبِي قد أَخافَ بِها الرُّعودَا
//
أنا في رحْمةٍ الأوْجــاعِ طفْلٌ
توتَّدَ بالأمومَةِ كـيْ تَــذُودَا
//
إلـهي يا قديرُ أتيْتُ حبْــوًا
تركْتُ النَّومَ في مهْدي رُقودَا
//
إليْـكَ تفِـرُّ أرْواحُ البَــرايَــا
سَـنَا غفْرانكمْ زانَ الــوُرودَا
//
تفَتَّـحُ بعْـدها طرُقُ العَطايَا
أخالُ على مناكِبِها الوُرودَا
//
وكلُّ ممـالكِ الأبرارِ تُرْوى
بغيْثِ النُّورِ تلْتمِسُ الخُلودَا
//
بإسْــلامٍ على شمْسٍ تَجلَّـى
أَغارَ لهُ النَّصارى و اليَهودَا
//
أيا رحْمنُ إذْ بالتَّوْبِ ترْضى
على عتَباتِ بابِكَ لنْ أنُودَا
//
وعـفْوٌ شامـلٌ عن كلِّ ذنبٍ
سراحِي إنْ تجاوزْتُ الحُدوداَ
//
أيا ليْـلُ اسْتُرِ الأسْماعَ عــنَّا
فما كنـْتَ العَدُوَّ لنا الـلَّدودَا
//
وإنْ زانَتْكَ منِّي بعْضُ دمْـعٍ
فوثِّقْــها على شَرَفِي أُسُـودَاَ

 

 

تعليق عبر الفيس بوك