نداءُ عشيقة!


عبد الوهاب لاتينوس | السودان

هو ذا أنا صحراءٌ قاحلة /
في انتظارُ الماءُ /
ترجو الاخضرار ..
أسيرٌ يتوسَّلك الخلاص /
من الجدار ..
*    *    *
أنا جسدُ الحرائقُ /
والثلوج ..
أنا أمُ التناقض!
جسدي وكرٌ السكارى!
أرضُ المنافي للحيارى!
*    *    *
يا عشيقي: أسكبني ثلجًا؛
أو إن شئت حريقًا؛ لا أبالي..
كُلّي حرائق؛ فأطفئيني بالثلوج!
كُلّي ثلوج؛ فأشعليني بالحرائق!
كُلّي شتاءٌ؛ لا تزيديني ثلوجاً!
كُلّي سعيرٌ؛ لا تزيديني حريقاً!
بِربكُ كُفَّ عن هذا الحِذَار!
*    *    *
ألا يكفيك أنني جسدٌ هزيل/
وروحٌ محطَّم/
يكويني نارُ الحبِ نارْ!
ألا يكفيك أنني روحٌ عُري/
يلسعني ثلوج الانتظار!
*    *    *
هذا أنا قلبٌ يعيش/
داخل قفصُ الانتظار..
جسدٌ يعيش من الجدارُ إلى الجدارْ ..
*    *    *
منذ أن عرفتْ خطاك السبيل /
وقطفتْ يداك السنابلِ/
عشتُ أنتظر أن تفك أسري /
أن تحررني من هذا السعار ..
*    *    *
لِمَ لا تبالي ؟!
ألست أنت من قال:
إن للحب توقاً للخلاصُ من السعار /
من الجحيم /
من الجدار ..
*    *    *
ألست أنت من قال:
إن الحب أملٌ
ولقاءٌ واحتضار ..
جسدان في صلاةُ العشقِ/
تعميداً وترتيلاً/
وشجواً من ترانيم ونارْ..
رقص حزين؛ تنسكب ورداً/
موسيقاه؛ قُبلٌ ثملى/
عناقٌ وآهاتٌ/
وضربٌ في الجدار ..
*    *    *
ألست أنت من قال:
إن الحب إطفاءُ الحرائق بالسعار !
إشعالٌ .. وإطفاءٌ /
في خضمِّهما يكويني نارْ ..
*    *    *
مَنْ ذا الذي راقصني الفلامينكو/
على أنينِ الروحِ ساعة احتضار ..
مَنْ طوَّق خصري الهائج !
مَنْ أشعل فيها السعار !
مَنْ لثم الشفاه العابقة !
وأحالني بستان يكسوها الاخضرار ..
مَنْ روَّض نهدِ الجامحة /
وأبقاها سجينة الانتظار ..
مَنْ أروى ظمآي /
مَنْ انتشلني من هذا القفار ..
مَنْ بذر الحياة في رحمي العقيم !
مَنْ أحالني ذرعًا وغابات ونارْ !
يا عشيقي:
أنا جسدُ الحرائق /
فأطفئيني بالسعار ..

 

تعليق عبر الفيس بوك