بك وحيٌ وكلّهم أصنام


د. ريم سليمان الخش | باريس

حدّث الشعرُ: أنهم أصنامُ!!
آن للفأسِ جزّهم والسلامُ!!
//
فدعي عنك باذخات حروفٍ
خانها الحسّ وابتراها السقامُ
//
كيف للشعر أن يؤولَ خواءً
وعلى النبع جُنّه لم يناموا !!
//
كيف لا تُصبح القوافي نبيذا
تحتسي الريح كأسه والغمامُ؟!!
//
في انتشاءٍ مجنحٍ ليس أحلى !!
خمرة الروح حسّه المستهامُ
//
كيف لا تنضح الحروف عبيرا
في انسكابٍ ورقةٍ تُستدامُ؟!!
//
كن نبيا في الشعر أو مت شهيدا
لا اختيارٌ إلا هما قد يُقامُ !!
//
نحن قومٌ لا نرتضي الصفر شعرا
وعصيٌ على الضعاف المقامُ!!
//
فمقام الشعر الأغرّ علوٌ
تنزفُ الروحَ عنده الأقلامُ
//
ومقامٌ لا يعرف الوهم طيرا
تتهاوى لقعرها الأوهامُ!!
//
ومقامٌ يروّض الحرف خيلا
جامحاتٍ بشهوة لاتنامُ!!
//
تسفك الروح إنْ أردت صعودا
لمقام بلاطه إجرامُ!!
//
تترك القلب جمرة تتشظى
وعلى الجمر لوعة وهيام
//
ذق حروفا من قبل أن تجتبيها
كلّ حرف من دون نزفٍ حرامُ
//
كلّ شعر لم يروه القلب نهرا
لحريٌ به منون عظام
//
وقصيدٌ _لاينهش الروح _وهمٌ
وافتعالٌ مزيفٌ وكلامُ
//
كن كما الكون حاويا كل جرمٍ
لاسطوعٌ يطاله أو ظلامُ!!
//
هات واقرض من العيون جُمانا
زينة العقد لؤلؤ وانسجامُ
//
ليس أحلى لو يحتوي اللفظ ضوءا
زبرقانا مشعشعا إذْ يُرام
//
يانبي الهوى سكارى القوافي
هات فاسكب فأنت أنت المدامُ
//
كيف لي أن لا اصطفيك نبيا
بك وحيٌ وكلّهم أصنام

 

تعليق عبر الفيس بوك