قَصْرُ أُمِّي


تيسير حيدر | لبنان

في مُنحنى الرُّوحِ قَصرٌ لِأمي كان والدي قد عَلَّقَ صورتَه على أحدِ جُدرانِ الغرفةِ الوحيدةِ التي تَأوي الأُسرة.
وفي إطارِ الصورةِ يلهو ابنُ الملكِ بِإوزَّاتِ البُركةِ الزرقاء الجَمال والسِّحرُ يُعانقُ مَبسمهُ.
كُنَّا أطفالاً سُعداء لأنَّ الصَّرحَ يُبهجُ قلبَ أُمي فهي تَفرحُ بالطِّفلِ المَلكِ وتحلمُ أن تَنتشرَ عَدوى سعادتِهِ إلى قلوبنا.
وانقضَتْ طفولَتنا وأُمي تعجنُ وتخبزُ ولَمْ يَنْمُ قَصرُ جِدارنا بل ابْتعدَ بفِعلِ تقادُمِ الزَّمنِ وعصْفِ الفقر.
واستمرَّ دَمعُ أمي غزيراً كالسَّواقي التي تعانقُ الأوديةَ المُجاورةَ لقريتي بِطَمْيٍ وَفير!!
الطَّمْيُ:هو التربةُ التي تجرفها السواقي وترسبُ مكونة ارضا خصبة.

 

تعليق عبر الفيس بوك