تساؤلات


افلين ياسر يوسف | سوريا

ذات ليلة كنت جالسة قرب نافذتي أُعدد أنواعا للحب حتى أفزعني وجه القمر العجوز وقد صار أمامي
- أفزعتني
- إذاً نقلت لك صورة ما رأته عيناي
- ما الأمر ياجدي؟
- هل أروي لك قصة غريبة ؟
- أسمعك
- لقد شهدت معركة عنيفة .. ورحت أستمع باللهفة ذاتها التي كان يروي بها القصة
- قائد معركة متمرد.. جمع الجنود الصغار وبدأ يخطب بهم بشجاعة ويقول:
- نحن نريد الحرية .. لا نريد العيش كما يفعل أهلنا نأكل ونشرب ونمارس الجنس ..الحياة مغامرة يجب أن نخوضها
كان صوته جهوراً حاداً ينخر الرؤوس وهناك صغار يستمعون بعضهم بحماسة والبعض يهزأ..
- تقدموا... صرخ القائد وبدأت معركتهم يسقطون فيها الواحد تلو الآخر بعضهم انسحب وآخرون لم يتقدموا أصلاً
نظر القائد حوله فلم يجد سوى ذاك الجندي المبهور يحاول المضي وفق مبادئ قائده دون نقاش (الحرية هي أن تحصل عليها بنفسك بتقدمك .. والخيانة في التراجع)
مضيا إلى منتصف الطريق لم يعد هناك لا طعام ولاماء .. ولا نساء
- لنعد أدراجنا ..
- لا ياسيدي
- لن أخاطر بك فالمغامرة كبيرة
- أنا معك دائماً يا سيدي
- إذاً لنرجع
- ألا تعتبر خيانة؟؟
دار نقاش عقيم بينهما دون جدوى
- امضِ ياسيدي .. سأحمي ظهرك
- عاد القائد أدراجه ياجدي؟؟ .. سألته
- عاد القائد يا صغيرتي ترك الصغير وسط المعركة وحيداً لا يعرف الطريق
- وماذا فعل الجندي؟ سألته على عجل:
- تابع السير بشكل عشوائي.... رأيته يمشي تماماً نحو النار
- ألم تحذره ؟
- طبعا صغيرتي صرخت في وجهه:
- ارجع لن ينعتوك بالجبن
- لا أخشى أن ألقب جبانا
- ارجع لن يتهموك بالخيانة
- لا أخاف أن أوصف بالخائن
- ارجع لن يهزأ بك أحد
- لن أعود .. لا أخشى الشماتة
- ارجع أهلك يعيشون سعداء
- لست أتقدم طالباً السعادة
- لماذا تتقدم إذاً؟
- لأني أكره أن أطعن من الخلف
... مرت دقائق وأنا أستوعب الفكرة واستوضح بعض النقاط.. نسيت أمر القائد المتمرد ونسيت الجندي كل ماجال في خاطري مجرد تساؤلات: " ما هو الحب؟ ماذا تعني حرية؟ ماهي الخيانة؟ لمن نستحضر المبادئ ولماذا نورثها؟ إلى أين نمضي نحن البشر؟
- ماذا حل بالجندي الصغير يا ترى؟ سألت نفسي والقمر العجوز
أجابني دون أن ينظر في عيني:
"""""" تركته وحيداً ... عند حدود النار""""""""

 

تعليق عبر الفيس بوك