الفقۡدُ جاثٍ في الفؤادِ مُكَبَّلٌ


أبو نبراس البوصافي | مسقط

لزوجتي نبراس الإسلام في وفاة والدها المغفور له بإذن القدير مسعود بن ناصر بن سليمان السرحني


يا زوۡجَتي كفِّي الدُّموعَ السَّاكِبهۡ
ما خِلۡتُها -والله-ِ يومًا كاذِبهۡ

كفِّي البُكاءَ فإنَّ هٰذي حالُنَا
نحۡو الجَنادِلِ أيُّ وقۡتٍ ذاهِبهۡ

يا زوۡجَتي هٰذي الحياةُ كسِيفةٌ
حبۡلى بِعلۡقَمِ قشۡعَريرۃِ شاحِبهۡ

تغۡريكِ بالأفراح ثمَّ تُريكُمُ
حزۡنًا كؤُودًا لا يُعاقَرُ شارِبهۡ

 أوَّاهُ يا زهۡرَ الرَّبيعِ رُوَيۡدكمۡ
 اترُكۡ يدَيّٰ لِنَزۡعِ رَحۡمِ أطَايِبهۡ

سأظَلُّ انۡثُرُ عطۡرَ ذِكۡرِ أحبَّتِي
عنۡدَ المَغيبِ وفي شُروقِ مَواكِبهۡ

كلُّ العيونِ تفَجَّرَتۡ بِمُصابِكُمۡ
ولَها سَناءٌ مثۡلَ شمۡسِي الغَارِبهۡ

عيۡنُ العَواطِفِ أعۡكَفتۡ أمۡطارَها
فَتَريۡنَ نهۡرًا لا يُؤَمَّنُ جانِبهۡ

نهۡرُ الدُّموعِ جعَلۡتُهُ في خافِقي
جِينًا يَفيضُ بِلوۡعَتي المُتَضارِبهۡ

كفِّي النُّواحَ أيَا ملاذَ سَعادَتي
ما مِنۡ نجاحٍ والمَشاعِرُ راسِبهۡ

هلۡ يا تُرى هلَّتۡ غيومُ التِّيهِ أوۡ
حلَّتۡ رياحُ الزّمۡهَريرِ النَّاكِبهۡ

أوۡ قشۡرَةُ الرُّمَّانِ سُودٌ كلُّها
ترۡوِي المَحازِنَ في الدُّهورِ الشَّاهِبهۡ

يا قلۡبُ لُطۡفًا لا غُروبَ لِتَمۡتَطي
فيهِ الكروبَ على الدُّروبِ الشَّائِبهۡ

فارۡفِقۡ بِذاتِكَ وابۡتغِ درۡبَ الرَّجَا
فهُوَ الطَّريقُ لكُلِّ ذاتٍ راغِبهۡ

يا زوۡجَتي هَلَّا صَبرۡتِ فإنَّ في
صبۡرِ الكِرامِ رُموزَ عزٍّ صائِبهۡ

كمۡ مِنۡ مآسٍ قدۡ تُكدِّرُ صفۡوَنا
أوَ مَا ذَكَرۡتِ الشَّامَ أيۡضًا إدۡلِبهۡ

ففَقِيدُكِ المِغۡوارُ صاحبُ سيرةٍ
بِسمائلَ الفيۡحاءِ زانَتۡ أتۡرُبهۡ

والنَّاسُ حوۡلَ رفَاتهِ في صدۡمةٍ
فُجِعَتۡ بما في السَّمۡعِ أفۡجَعَ حارِبهۡ

صبۡرًا جميلاً هٰكَذا درۡبُ الأُلى
لوۡ تعۡلَمينَ ولا تَزالُ غرَائِبهۡ

صبۡرًا جمِيلاً هٰكذا لحۡدُ الجَوَى
فالقَلۡبُ همَّالٌ بِكُلِّ كوَاكِبهۡ

والفقۡدُ جاثٍ في الفؤادِ مُكَبَّلٌ
كلُّ الشرايِينِ العَتيقَةِ عَرَّبهۡ

يَرثِيهِ مسۡجِدُ غبۡرةٍ وسماؤُها
والوَادِ أيۡضًا قدۡ رثاهُ ونَدَّبهۡ

وجبَالُها السَّمۡراءُ إذۡ يخۡطُو بها
ويكسِّرُ الصَّخۡرَ التَّليدَ وصاحِبه

سَعَفُ النَّخيلِ كَذا يجودُ بِلوۡحۃٍ
بِضِياءِ اسۡمِكَ قدۡ بَراهۡ ورَتَّبهۡ

أوَّاهُ يا مصۡباحَ غرۡفَةِ بيۡتِنا
رحَلَ الذي يتۡلو عليۡكَ موَاهِبهۡ

أوَّاهُ يا نبۡراسُ لا تتَأَوَّهِي
جَدٌّ لكِي بالأمۡسِ أظۡلمَ قارِبهۡ

وكَذاكَ يا بلۡجاءُ رفۡقًا في البُكا
ريۡبُ المَنونِ لدَى الجَميعِ مَضَارِبهۡ

أدۡعُو إلٰهِي أنۡ يَجودُ بِجَنَّةٍ
لِلۡعَمِّ يبۡقَی في رُبَاهَا الرَّاحِبهۡ

أدۡٓعُو إلٰهي الخيۡرَ ما هبَّتۡ صَبا
أوۡ ذا النَّسيمُ العذۡبُ جاءَ بِنا وَبهۡ

 

تعليق عبر الفيس بوك