منح تستعرض صفحات التاريخ القديم وتبهر زوار المهرجان بتراثها التليد

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط - عبدالله الرحبي 

تصوير/ يوسف العويسي 

على صهوات الخيول وظهور الجمال ضربت ولاية منح موعدا جديدا مع زوار مهرجان مسقط بمتنزه العامرات لتفتح صفحات منيرة من عبق تاريخها الموغل في القدم، وأماط أبناء الولاية اللثام عن مكونات التاريخ والإرث الحضاري.

وقف مجسم لـ "حارة البلاد "متصدراً كشاهد أثري وشامخ بتاريخه يضم 376 بيتاً وقرابة 250 بئرًا وما زالت محافظة على طابعها المعماري العماني رغم مرور أكثر من تسعة قرون على تشييدها بأيادٍ عمانية ماهرة حيث ظلت جدرانها وتقسيماتها صامدة حتى وقتنا الحالي. 

منح.

يعود تاريخ بنائها إلى القرن الخامس الهجري، حيث يعد العلامة الشيخ نجاد بن إبراهيم من أوائل الذين سكنوا الحارة وأسسوا بها "محلة اليمانية" سنة 470  هجرية وقد أطلق عليها عدة مسميات كـ "حصن منح" و"حصن بن نجاد" وقد شهد هذا الحصن حركة علمية نشطة رافقتها حركة نسخ للكثير من الكتب والموسوعات الفقهية وبأوامر سامية تم ترميم القرية لتكون معلمًا سياحيًا فريدًا وتفاجأ الزوار بالمشهد التمثيلي حينما حلت شخصية مالك بن فهم الأزدي ليروي تاريخه حينما وطأت قدماه عمان ذكرت المصادر التاريخية أنَّ ولاية منح هي المكان الذي استقر بها.

وشواهد ساهمت في إثراء مشاركة الولاية التي حشدت أكثر من 300 مشاركة لتقديم باقة دسمة من الثراء المعرفي المزين بعراقة الماضي.

 وتضمن المعرض التراثي أقدم المخطوطات والتي سردت تاريخ الولاية والمخاطبات القديمة بين الأئمة والعلماء، كما أبرز المعرض مؤلفات العلماء والأدباء مثل جمعة بن علي الصايغي ومحمد بن عبدالله المعولي وغيرهم شواهد كثيرها دونها الأهالي بالمعرض الذي تحدث عن منح كولاية لها جذور متأصلة بالتاريخ.

 واسترشدت ولاية منح بما جاء في كتاب تحفة الأعيان لسيرة أهل عُمان حينما ذكر بأن مالك بن فهم الأزدي عندما قدم إلى عُمان قبل الإسلام بألفي عام وأهم أعماله شق فلج سمي باسمه فلج مالك ولا تزال آثاره باقية إلى وقتنا الحالي وتم تجسيد الشخصية بواسطة أحد شباب فرقة الشموخ للفنون المسرحية مما أضاف جوا من الإثارة بميدان القرية التراثية.

 

سبلة منح 

السبلة هي ملتقى أبناء المجتمع في كل ولاية وتم تجسيد أهمية المجلس ليكون وسيلة يجتمع ويلتقي فيها الناس في المناسبات السعيدة أو في الأتراح وأيضًا ملتقى ثقافي اجتماعي وأظهر تجمع أبناء الولاية في المجلس واستقبالهم للضيوف كرم الضيافة للقادمين والمكان الذي استقبل شخصية مالك بن فهم. 

 واستمتع الحضور بفنون ولاية منح التي تُعبر عن هوية وثقافة أبناء الولاية منها الرزاحة والتناغم الحركي مع إيقاع الطبل والعازي، إضافة إلى تقديم بعض الفنون النسائية والبدوية كالونة والهمبل والتغرود. 

كما كان المكان زاخرا بتنوع البيئة الزراعية من حيث المزروعات المختلفة إلى جانب صناعة السكر الأحمر وطريقة استخراج العسل وأسلوب البيع أو المناداة على ماء الفلج لسقي النخيل وتسمي محليًا "القعادة" وآلية جمع التمور انتهاءً بحفظها في الأماكن المخصصة لها 

وجسد أبناء الولاية تفاصيل الحياة البدوية من أسلوب الحياة وسبل العيش ومع قساوة البيئة فإنَّ حياة البادية لم تخل من فنون تضفي المتعة والاسترخاء، من بينها فنون التغرود والونة والطارق التي ظهرت كلوحة فنية جذبت الزوار لها للاستمتاع، كما صور الأهالي طريقة تربية والاعتناء بالجمال وتوفير المستلزمات الرئيسة لها. 

 ومن أكثر الأركان التي شهدت ثراء وتفاعلاً الركن الذي بين نشاط ومهارة المرأة العمانية في العمل اليدوي الحرفي وخير دليل على ذلك الإبداع في الصناعات النسيجية والصوفية والسعفية بأسلوب متجدد ومتطور وعرض بعض الصناعات الأخرى كالخياطة وغيرها من الأعمال كما شاركت مجموعة من النسوة في تقديم فن الويلية وفن الكيذا وفن زفة العروس وشاركت مجموعة من الحرفيين المهرة كحرفة التجبير وصناعة الطبول وبعض الصناعات التي تستخدم كأدوات في الزراعة وصناعة الباروت والرصاص.

وجسدت مجموعة من الأطفال بعض الألعاب الشعبية كلعبة "سلوم بلوم" وغيرها كواقع ترفيهي للأطفال في القدم وفي ركن المأكولات ظهر مطبخ ولاية منح فريدا ومميزا وشهيا فحرص على تواجد العرسية والهريس والخبز وغيره من الأطباق.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك