مساجلة شعرية


يونس البوصافي وأحمد الوائلي | مسقط

أحمد الوائلي:
صادفتها في الدرب وهي عجولةٌ
والقلب من شوقي لها يتلهفُ
//
ما بادرتني بالسلام وعذرها
إني بدربٍ والأنام ستخطفُ
//
يا ليتها ضمت فوادي ضمة
حتى اذوب وبعدها أتعففُ
***
يونس البوصافي:
بالله ذبْتَ صبابةً في حسنها
يا صاحبي إن القلوب لَتُخْطفُ
//
لو كنتَ أغمضْتَ العيون سجية
لغدوْتَ في تلك البقاع تُرفْرفُ
//
لكنْ فديتكَ هل وصفْتَ لناظري
عن حسنِها فأنا المحبُّ المرهفُ
***
أحمد الوائلي:
إني أغار من الخواطر نحوها
بالله قل لي كيف ويلي أوصفُ
***
يونس البوصافي:
إني أسائلك العشية صاحبي
هل ظبيةٌ كانت برمشك تُقْذفُ
***
زارت عيون الوائليِّ تغنُّجًا
فأسالتِ الشهد الذي لا يوصفُ
***
فتحولتْ عيناك في حركاتها
وكأنَّ رقصًا في عيونكَ يعْصفُ
***
إني لأحسبُ أن تقولَ كأنما
يا يونس تلك الجميلةُ يوسفُ
***

أحمد الوائلي:
دعني ونفسي هائمًا
فالحبُّ أثقل حالها
//
فمتى أنا في راحتي
ولقد قرأتُ زوالها
//
إني وربك مبْتلٍ
ومحبتي عبدٌ لها
***
يونس البوصافي:
باللهِ قلِّي ما لها
أوَ هكذا أثـقالها
//
شفَتاكَ تبدو حاجبًا
قد علَّقتْ أحمالها
//
الحبُّ نارٌ أُجِجتْ
يُكْوى لظًى عذَّالها
***
أحمد الوائلي:
رمتِ الفؤاد ولم تزلْ
تلقي به أغلالها
//
وإذا بثثتُ مواجعي
لم تبدي لي خلْخالها
//
ولَكَم أهيمُ بحبها
أتُرى أأُشغل بالها ؟
***
يونس البوصافي:
إني الطبيبُ بأمْرها
ولكم أجبْتُ سؤالها
//
لا تخْشَ إني موقنٌ
أن البَّهاء زُلالُها
//
وكما اعترتْكَ بنظرةٍ
فأنا استطالَ هلالُها
***
أحمد الوائلي:
طبِّي لها في وصْلها
لوْ قدْ أنالُ وصالها
//
لكنها واحسْرتي
قد وثّقتْ أقفالها
//
وإذا طرقتُ مؤمِّلا
نهَرتْ وأرخَتْ بالها
***
يونس البوصافي:
قدسيَّةٌ مثل الندى
القلبُ صاغ جمالها
//
العين تفرح عندما
شفتي تذوق خيَالها
//
وأنا عريسُ رموشِها
شهْرًا أقمْتُ خلالها
//
دنيايَ ما لبثتْ هنا
تروي الحِسانَ كمالها
***
أحمد الوائلي:
كالبدر تزهو في الدجى
ودلالها أوحى لها
//
والنفس بين محاسن
قد أعدمت أقوالها
//
يكفي ترى بخيالها
لو شاهدته جمالها
***
يونس البوصافي:
شرقيَّةٌ يا أحمدٌ
قد أسكرت خيَّالها
//
غربيَّةٌ ليست سوى
ثلج البياض رُمِي لها
//
إن كان وثَّقتِ الهوى
فاتركْ ليونس بالَها
***
أحمد الوائلي:
الحب ليس بهيّنٍ
فأرح لنفسك بالها
//
ودع الهوى وسمومه
يعطي النفوس نكالها
//
واتركْ مشاركة الهوى
فبذا تثير قتالها
***
يونس البوصافي:
تالله إنْ نظرتْ لنا
في شفقةٍ لو هالها
//
نحن الذين تسمَّروا
في الحي نسألُ مالها
//
سرقت فؤادي عندها
وأراه في أوْصالها
//
بالله قلي يا أخي
هل كنتُ فيها والها
***
أحمد الوائلي:
أنا ذائبٌ في حبِّها
تشكو النفوسُ وَبالها
//
وإذا سرقْتُ جمالها
والحسْنُ أغرى حالها
//
قامتْ بقطْعِ تواصُلي
وصدودها أرخى لها
***
يونس البوصافي:
هذا أوانُ رحيلكمْ
يا سامعًا خلْخالها
//
النَّفسُ تطبعُ حبَّها
والقلبُ يعْزفُ حالها
//
منْ نظرةٍ مشبوهةٍ
قادَ الفؤادَ حبالُها
//
فانا أسيرُ بظلِّها
أوَ ما ترى أظْلالها
//
حيثُ اسْتدارتْ إنني
في حضْنها ومنَالها

 

تعليق عبر الفيس بوك