مسقط - ناصر المجرفي

تصوير/ سعيد البحري

أقيمتْ، مساء أمس، بالنادي الثقافي بمقره بالقرم، أمسية فنية بعنوان فن الصوت "النهمة" في عُمان؛ وذلك في إطار الفعاليات الثقافية والفنية لمهرجان مسقط 2019، وبمشاركة مجموعة من المتخصصين وحضور عدد من المهتمين والباحثين في مجال الفنون البحرية، وقد هدفتْ الأمسية إلى التعريف بفن التصويت (النهمة)، وتقديم هذا الفن التراثي بوصفه أحد الفنون البحرية العمانية، إضافة للتعرف على مميزات وعناصر هذا الفن، وأوجه التشابه والاختلاف بينه وبين الفنون البحرية الأخرى.

وتضمَّن برنامج الأمسية -التي أدارها الفنان فتحي محسن- ورقتيْ عمل؛ الأولى: قدمها الشيخ حمود بن حمد الغيلاني، وهو باحث له العديد من الإصدارات في مجال التاريخ البحري العماني، كما شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المتخصصة بالفنون البحرية العمانية، وكانت بعنوان "فن الصوت تاريخه وأهمية أثره بالنسبة للبحار"، وتناولت ورقة الغيلاني ملامح الفنون الشعبية البحرية العمانية، مبينا أنواعها ومميزاتها، وتأثيرها على الحياة اليومية للإنسان العماني، وركزت الورقة على فن الصوت، أو كما يعرف أيضا باسم "البداعي" وتعني المؤلف أو المبدع في كتابة الكلمات المغناة في الفنون البحرية .

وقدم الورقة الثانية الباحث جمعة بن خميس العلوي، الذي يشرف على العديد من الأنشطة التربوية والثقافية والفنية والاجتماعية التي تنظمها وزارة التربية والتعليم، وهو مؤسس فرقة الأجيال للفنون التقليدية، وقد مثَّل السلطنة في العديد من المحافل الدولية في الفنون والألعاب الشعبية، وقد حملتْ ورقته عنوان "أنواع فن الصوت وكيفية أدائه"، إذ تحدَّث من خلالها عن حياة البحارة العمانيين على ظهر السفينة، وما يؤديه من أعمال مصاحبة بالشلات البحرية للتخفيف والترفيه عن أنفسهم من أثر التعب بكلمات تتضمن الشوق والمديح.

صاحَب تقديم ورقة العلوي فقرات من الفنون الشعبية العمانية، قام بتأديتها المصوتون "النهَّامون": النهَّام ربيع بن جمعة الحتروشي، والنهَّام عوض بن حارب الغيلاني من ولاية صور، بمصاحبة الإيقاعيين إبراهيم بن مبارك العلوي، وأحمد بن جمعة الغيلاني؛ حيث تفاعل الجمهور مع أصواتهم الشجية وإيقاعاتهم البحرية الجميلة.