القصيدة النـُّونـيـَّة



صـلاح عبد الفتـاح الزهـَّار| مصر

كمالُ الـعـقـلِ يُحـصِيهِ البـيـانُ  
فـَكـُنْ كالسَّيفِ إن نَطقَ اللِّسانُ
//
سَـفـِيهُ الناسِ أرغـاهُـم حَـدِيـثـاً  
بقول:سَـمِـعـْتُ أويـحـكي فـلانُ
//
فـيـا لـبّـَيـكَ إقــــلالاً ورُشــــداً  
ورُبَّ قـلـيــلــةٍ لاتُـســـــتـهَـانُ
//
وخـيرُ الناسِ أوفـاهُـم عُـهُـوداً  
وشـرُّ الناسِ مَـن للعَـهدِ خـانوا
//
فأوْفِ العَهـدَ إن عَـزَّتْ شُهـودٌ
وكُـنْ أنتَ الذي فيكَ الضَّـمـانُ
//
عَـرَفْتُ الناسَ في عُسرٍ ويُسرٍ  
وخُضْتُ غِمارَهُم حتى استبانوا
//
وكـم ذا مــرَّةٍ راهـنـْتُ فـيـهـــم   
وماعاتـَبْـتُ إذ ضـاعَ الـرِّهـــانٌ
//
ولـيـسَ الخـيـرُ في كلٍّ ســـــواءً  
وشـرُّ الشـرِّ يُـخـفـيـهِ الـعَـيــــانُ

فلا حُـسـْــنُ الحــديثِ دلـيـلُ وُدٍّ  
ولـيـسَ لِكٌلِّ ذي وُدٍّ أمــــــــــانُ
//
ومايُـدريـكَ مَـنْ أنْـصَـفـْتَ يوماً  
عـلـيـكَ بكلِّ نـــازِلـةٍ أعـانــــوُا
//
شِـدادٌ في ادِّعــاءِ الحـــقِّ زوراً
فإن هَـبَّـتْ ريــاحُ الـمـالِ لانـوا
//
ذِمــامٌ زايَـلـَتْ ديـنــاً وعُـرفــــاً
إلى خُـلـُقٍ يُـتـَوِّجــُــهُ الـشــَّـــآنُ
 //
يـظـنـُّونَ ارتــداءَ الـقـولِ سِـتـراً
فـزادوا مابـِعـَـوْرَتـِهِـم أبـانـــــوا
//
يُـراءُونَ الخـسـيـسَ عـلى هـوانٍ
وكُلٌّ بالـشَّـــــبـيـهِ لـهُ اقـتِـــــرانُ
//
وَما عِـزُّ الـنُّـفــوسِ بِـمُـسـتَـعـــادٍ
إذا مـا خـالـطَ الـنَّـفــسَ الهــــوانُ
//
وما أغـنى أولـــو النُّـكـرانِ عـنِّي  
فـلي فـيـهِـم مـن الأيـدي الحِسَــانُ
//
وماهـانـُوا وقـد حَـفِـظــوُا وِدادي  
فـلـمَّـا فـرَّطوا هـانـُـوا وهـانـُـــوا
//
فلا تأسَـفْ عـلى مَـن صـارَ نـذلاً  
ولاتـحـــزنْ إذا خـانَ الـجـبــــانُ
//
وإنـِّي مـن رجـالٍ شــاعَ فـيـهــم
مـن الأخــلاقِ والأدبِ امـتـنـانُ
//
سَـمُـوا وترَفـَّعُـوا عـن كلِّ نقصٍ   
فـلـيـسَ يَـضِـلُّ رِفـعَـتَـهُـم بـنــانُ
//
يُلايَنُ جَـنـبُـهُـم حِـلـمَـاً وفـضــلاً
وعِـنـدَ النَّازلاتِ هُـمُ الـخِــشـــانُ
//
إذا حاقـتْ صـروفُ الدهـرِ فـيـهـِم
فما ضَعُـفـوا لهـنَّ ومااســتـكانــوا
//
يَسُـوقـونَ الـنـفـوسَ إلى الـمـعــالي  
بِعـــزمٍ لا يَـــــرِقُّ لـــهُ الـجَـنــــانُ
//
كـسَـوطٍ يُـلـهِــبُ الأعـقـابَ وثـبــاً  
إذا لم يُـصــدِرِ الـخـيـــلَ الـعـنــانُ
//
فِــــراسٌ لا يُـدانـِيـهِــمْ مِـــــــــراءٌ
لـهــــم فــي كلِّ مِـحــــــرابٍ أذانُ
//
وما هُــم بالـمَـلــومـيـنَ اعـتِــذاراً
عـلى ما عَـنَّ أو شــاءَ الـزمــــانُ
//
فكلٌّ في الـحـيـــاةِ لــهُ نـصِـيـــبٌ  
وكلٌّ فـي الـتـُّـــــرابِ لــهُ مــكانُ

 

تعليق عبر الفيس بوك