صـلاح عبد الفتـاح الزهـَّار| مصر
كمالُ الـعـقـلِ يُحـصِيهِ البـيـانُ
فـَكـُنْ كالسَّيفِ إن نَطقَ اللِّسانُ
//
سَـفـِيهُ الناسِ أرغـاهُـم حَـدِيـثـاً
بقول:سَـمِـعـْتُ أويـحـكي فـلانُ
//
فـيـا لـبّـَيـكَ إقــــلالاً ورُشــــداً
ورُبَّ قـلـيــلــةٍ لاتُـســـــتـهَـانُ
//
وخـيرُ الناسِ أوفـاهُـم عُـهُـوداً
وشـرُّ الناسِ مَـن للعَـهدِ خـانوا
//
فأوْفِ العَهـدَ إن عَـزَّتْ شُهـودٌ
وكُـنْ أنتَ الذي فيكَ الضَّـمـانُ
//
عَـرَفْتُ الناسَ في عُسرٍ ويُسرٍ
وخُضْتُ غِمارَهُم حتى استبانوا
//
وكـم ذا مــرَّةٍ راهـنـْتُ فـيـهـــم
وماعاتـَبْـتُ إذ ضـاعَ الـرِّهـــانٌ
//
ولـيـسَ الخـيـرُ في كلٍّ ســـــواءً
وشـرُّ الشـرِّ يُـخـفـيـهِ الـعَـيــــانُ
فلا حُـسـْــنُ الحــديثِ دلـيـلُ وُدٍّ
ولـيـسَ لِكٌلِّ ذي وُدٍّ أمــــــــــانُ
//
ومايُـدريـكَ مَـنْ أنْـصَـفـْتَ يوماً
عـلـيـكَ بكلِّ نـــازِلـةٍ أعـانــــوُا
//
شِـدادٌ في ادِّعــاءِ الحـــقِّ زوراً
فإن هَـبَّـتْ ريــاحُ الـمـالِ لانـوا
//
ذِمــامٌ زايَـلـَتْ ديـنــاً وعُـرفــــاً
إلى خُـلـُقٍ يُـتـَوِّجــُــهُ الـشــَّـــآنُ
//
يـظـنـُّونَ ارتــداءَ الـقـولِ سِـتـراً
فـزادوا مابـِعـَـوْرَتـِهِـم أبـانـــــوا
//
يُـراءُونَ الخـسـيـسَ عـلى هـوانٍ
وكُلٌّ بالـشَّـــــبـيـهِ لـهُ اقـتِـــــرانُ
//
وَما عِـزُّ الـنُّـفــوسِ بِـمُـسـتَـعـــادٍ
إذا مـا خـالـطَ الـنَّـفــسَ الهــــوانُ
//
وما أغـنى أولـــو النُّـكـرانِ عـنِّي
فـلي فـيـهِـم مـن الأيـدي الحِسَــانُ
//
وماهـانـُوا وقـد حَـفِـظــوُا وِدادي
فـلـمَّـا فـرَّطوا هـانـُـوا وهـانـُـــوا
//
فلا تأسَـفْ عـلى مَـن صـارَ نـذلاً
ولاتـحـــزنْ إذا خـانَ الـجـبــــانُ
//
وإنـِّي مـن رجـالٍ شــاعَ فـيـهــم
مـن الأخــلاقِ والأدبِ امـتـنـانُ
//
سَـمُـوا وترَفـَّعُـوا عـن كلِّ نقصٍ
فـلـيـسَ يَـضِـلُّ رِفـعَـتَـهُـم بـنــانُ
//
يُلايَنُ جَـنـبُـهُـم حِـلـمَـاً وفـضــلاً
وعِـنـدَ النَّازلاتِ هُـمُ الـخِــشـــانُ
//
إذا حاقـتْ صـروفُ الدهـرِ فـيـهـِم
فما ضَعُـفـوا لهـنَّ ومااســتـكانــوا
//
يَسُـوقـونَ الـنـفـوسَ إلى الـمـعــالي
بِعـــزمٍ لا يَـــــرِقُّ لـــهُ الـجَـنــــانُ
//
كـسَـوطٍ يُـلـهِــبُ الأعـقـابَ وثـبــاً
إذا لم يُـصــدِرِ الـخـيـــلَ الـعـنــانُ
//
فِــــراسٌ لا يُـدانـِيـهِــمْ مِـــــــــراءٌ
لـهــــم فــي كلِّ مِـحــــــرابٍ أذانُ
//
وما هُــم بالـمَـلــومـيـنَ اعـتِــذاراً
عـلى ما عَـنَّ أو شــاءَ الـزمــــانُ
//
فكلٌّ في الـحـيـــاةِ لــهُ نـصِـيـــبٌ
وكلٌّ فـي الـتـُّـــــرابِ لــهُ مــكانُ