أغسل الهواء بالكتابة


زهير بردى | العراق

أنا مغرم وغريم أمواج أعصرها تحت مخيلتي ليست أمواج ثلج يرتجف من البرد ويلوذ باكياً تحت قميصي إنها أمواج ورد خارجة من حفلة جمال في حانة يتكاثر حولها الكلاب.
***
إلى شمس تأتي بلا حذاء يكتب الفجر سيرة الضوء في زجاج الحافلات الطرق تنام ملء أرصفة تشخر تحتها أطفال والحصى على الأرض لعبهم المفضلة من محبرة فارغة على طاولة تنظر كاس نبيذ يفرغ من ارتوائها تفر لغة طازجة تتوسل بالجدران الناعسة أن ترقص لمطلع الكلام.
***
هل البيوت أقفاص قلت هذا وأنا أضع نظرتي في ايقونة عذراء وضعتها في مكان رسمته على شكل قفص صدري حي قربه وضعت كرة بلاستيك شحنت بالورد وناقوس الدير والسلام عليك وأنا أضع في مفاتيح الباب روحي وأمضي بوعي لا مناص منه إلى مستودع بغير مفتاح.
***
عطش في أمواج ماء ظلام في ضوء ليل نوم في عين شمعة لا أصدق الحياة تترهل هكذا تريد أن تسقط كأنها كرسي عجوز نسى عكازته في شرفة قديمة لا تتذكر شيئاً.
***
ما يزال الجمال يحدث ضجة لأن جيوبه مليئة بآلهة وكلامه عجب.
***
غسلت الهواء بالكتابة فتكاثرت العناكب بين الحجر وكنت كلما كررت نشيدي في قطيع نهاري كانت تخرج من داخلي أكف تصطاد خزائن الفضاء وقفص نصفه كائنات ونصفه الاخر مقهى مأخوذاً بما ملأته بنصفيه يأخذ بيدي ويصب لي الكائنات الميتة في مقهاه.
***
بعيداً أنتشي بيدي تكتبني في اتجاه هاوية سحيقة بعيداً أنام كتماثيل شمعية عالياً قرب عين السماء آخذ الشمس من هناك إلى سوق الصفافير دجلة يمد يده ويغسلها بالماء بعيداً ألبسها ثوب قاموس أغمرها بأنغام قيثارتي أرسلها إلى الأفق فاتنة كفراشة تنقر غيم الورد.
***
سأجيئ إليكم من هاتف قديم أطلب سريراً من البلاستيك لأنام معي امرأة في يدي لأنها ترتدي ملابس ممزقة من أعلام ثورة أبيدت فيها آلاف الكيلومترات من الأقمشة للشعارات المثقوبة أنا دائماً هكذا أبحث وأمامي تسير شمعة ذابت منذ أول امرأة دخلت حانة الحب دائماً أختار امرأة تجلس في المقاعد المكسورة لنافذة تالفة وتعترف أمام أسماء فأمنحها من شمعي القربان وخبزي أقضمه ببطء باكياً وأنا أنمو متكسراً في يأسها.
***
كرات من الوقت أهدر وتتدحرج ثم تتقدم باتجاهي تهدر وتفكك بشكل ذاكرة تضحك في فم تاريخ وأقول أبدأ بالليل وأرسم له مزيداً من الأضواء والسهرات وفي النهار أسير كمجنون وألعب باتساعي مانحاً الظلام موعداً للموج قيثارة ضوء يصعد إلى أكتافها البيضاء.
***
أنا لست طاعناً في الخبز أنا طازج الحب كثيراً بوسعي أن أضع الموسيقى في جسدك والكتابة وآلاف النجوم وأشطب أمسك باب ضوء أضع في قوس قزح شفتيك ألواناً أخرى بوسعي حين تمشين أجعل الهواء كله متكئاً لك كي لا تتكسرين واختصرك نصاً لا يقرأ بصوت عال.
***
سأسمع القوس يهذي فوق ماء يعانق ألواناً تمضي إليه من نوافذ الفراديس وأسمع السهم من شفة الورد يجري بعطر أصابع الفراشات منذ ذلك الوقت أمشي عارياً وخلفي نساء.
***
أسمع مقهى يتموج في شفة الطين على عتبته تتساقط أوراق التوت وريح خفيفة ونجوم تعزف في مزمار السماء اسمع أياماً تضحك وصوت ناقوط الماء تلتقطه  مع الحبوب من الأرض الطيور لا أحد يخرج من عمق ضجيج المقهى هذه الليلة العالم في عيد ميلاده السابع بعد الحياة والشمعة ما زالت ترقص في فم الظلام.
***
تمدحني العزلة لأن لا أحد يسكن فيها ولأني مجنون
كنت بإجلال أقول الألم هازئاً بذاكرة الورد أنحني إلى غبار أعمى قريباً من الضوء يمسك بالعتمة أرسم بالكلمات مذاقاً لعزلتي وأغازلها بغرابة ولنفاذ صبرها ومللها من وحشيتي قذفتني بموجة ضحك هستيرية وهي تتعرى أمام وحشة مزمار يعزف غرابتها.
***
أرفع بصري إلى غيمة وأشير إلى طير أبيض لست نبياً أو فلكياً أدلي بعضة من جبل لكنني أقف أمام تراب بيتي سحنتي مولعة بالحماقات وأنا حين أطرق الهواء مولعاً بمرارة ذكريات ورغبة صائم أرقته الرغبات أشير إلى يدي المولعة بحضور لا مثيل له وبيفاعتها تسهر إلى مطلع الوهم.
***
أستنشقك كل ليلة وأقول أنت لست جديرة بغوايتي يموء في جسدي سرير لا تكتشفين جنته بمناي أعوي وأنت تتقيئين وحشتي وتنوحين من شروق الليل إلى مغرب الفجر أردت البدء ثانية وأنت تقشرين بالغار ما لم تلمسي من ندى في يباس جنوني.

 

تعليق عبر الفيس بوك