أثير البلوشي .. تحدي الإعاقة بالحلويات

 

الرؤية – مريم البادية

أشرقت شمس الحياة على أثير منذ عام 2003م، وهي لديها إعاقة ذهنية منذ ولادتها، لكن هذه الإعاقة لم تقف حائلاً بينها وبين ممارسة حياتها كفرد من أفراد المجتمع، فتبنت عائلتها مهمة تأهيلها، فأنشأت مركز همس الأثير للتأهيل، حيث يُعنى هذا المركز بتقديم خدمة تأهيل جميع الإعاقات وتأهيل الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد، ويهتم بتقديم عدد من البرامج مثل "التربية الخاصة والعلاج الوظيفي، وعلاج النطق، والعلاج الطبيعي والإرشاد النفسي وتعديل السلوك. وكانت مدارس الدمج إلى الصف التاسع فقط، وبناءً عليه تحتم عليها البقاء في المنزل لعدم وجود تأهيل مهني لفئة الاحتياجات الخاصة في السلطنة يضمهم بعد تخطي الصف التاسع، وحاولت عائلتها أن تبحث لها عن تأهيل خارج السلطنة ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل.

فدائمًا ما كانت الذراع الأيمن لوالدتها في المطبخ، فتساعدها في إعداد بعض الأطباق، فتقول والدتها اكتشفت موهبتها في الطبخ وحبها لمساعدتي في المطبخ وهي في عمر السابعة، فكان يصعب علي كأم أن أجد ابنتي في المنزل أمام التلفاز بدون تعليم أو تأهيل مهني، فقررت أن أدربها بنفسي لإنتاج نوع من الحلويات التي لا تحتاج إلى استخدام النار أو الفرن، وفعلاً تبادرت إلى ذهني في ليلة وضحاها فكرة التمريات التي تحوي مكونات غذائية صحية باستخدام نكهة سويت عربي أصيل وغربي مميز، ويوما بعد يوم تطورت الفكرة إلى عدة أنواع.

وتكمل والدتها :" كانت البداية التدريبية مرهقة بالنسبة لها لكن كانت تزداد حماساً عندما كان الأهل يشترون منها ويدفعون لها، فشعرت أثير بأهمية العمل لتحصيل الرزق، ولم أعاني في تدريبها ولم تتذمر أبداً بل على العكس كانت فرحتها تزداد يوما بعد يوم وكلما كثر الزبائن لديها كلما شعرت بالفرح". فكانت البداية منذ مطلع شهر نوفمبر المنصرم، حيث بدأت برأس مال وقدره ٨٠ ريالا، وحققت أرباحًا مرضية في شهر واحد وتزايد الدخل في الشهر الثاني ووصل إلى الضعف.

نعمل حاليًا على بناء محل خاص لمشروع أثير، وسينقسم لقسمين، الأول معمل خاص لتأهيل فئة الاحتياجات الخاصة لمن هو مثل أثير أو لديه إعاقة أخرى من الذين أنهوا فصول الدمج، والقسم الآخر سيكون خاصا لتوظيف هؤلاء الفتيات مقابل دخل شهري لإنتاج التمريات. وتضيف أن الهدف من ذلك هو إخراجهن من قوقعة المنزل دون تأهيل وجعلهن طاقة منتجة في المجتمع.

وتختم والدة أثير بقولها إن ابنتها صبورة إلى أبعد الحدود، وحنونة على من حولها، إضافة إلى أنها اجتماعية ولديها شغف كبير برعاية الأطفال، وهي الآن قادرة على صنع ثلاثة أنواع من التمريات بمفردها دون مساعدة من والدتها وهي تمرية البسكوت وتمرية التين وتمرية اللوتس. ورسالتها أن يكون لها بصمة في المجتمع حتى تشعر بكيانها وأنها كأي فرد قادرة على التحدي والمواجهة التي ستمحو كل مشاعر النقص أو التهميش الذي شعرت به لكونها من فئة الاحتياجات الخاصة.

تعليق عبر الفيس بوك