طَوَايَا الْمَرْءِ خَلْفَ لِسَانِ حَالٍ


د. صالح الفهدي| سلطنة عمان

كلامٌ لَسْتَ تَحْسَبُ مُنْتَهاهُ/
ولا يُغْنِيكَ قَطْفٌ مِنْ جَنَاهُ
//
فَلَا تُلْقِيهِ عَفْوًا دُونَ قَــدْرٍ/
مِنَ الإِمْعَانِ فِيمَا قَدْ عَنَاهُ
//
فإِنْ غُمَّتْ عَوَاقِبُهُ فَإِحْذَرْ/
مَسَالِكَهُ، ولا تَتْبَعْ خُطَاهُ
//
فَكَمْ نُكِبَ امْرُؤٌ مِنْ سَقْطِ حَرْفٍ/
أَضَلَّ لِسَانَهُ يَوْمًا هَوَاهُ
//
وَكَمْ أَرْدَى الكلامَ كثيرُ لَغْطٍ/
يُثَرْثِرُ مَا يَشَاءُ الْخَوْضَ فَاهُ
//
وَكَمْ مِنْ سَامِقٍ فِي الْعِلْمِ يُقْفَى/
لِحُسْنِ بَصِيرَةٍ مِنْ مُجْتَنَاهُ
//
تَوَغَّلَ(فِي الْعُلَا وَالْمَجْدِ حَتَّى/
تَضَمَّنَ كُـلَّ مَـأْثـَرَةٍ رِدَاهُ)**
//
كَبَا فِي لَفْظِهِ ذاتَ انفلاتٍ/
فَجَاءَ بِمَا تُذَلُّ بِهِ الْجِبَاهُ!!
//
طَوَايَا الْمَرْءِ خَلْفَ لِسَانِ حَالٍ/
فَإِنْ أَرْخَاهُ، أَفْصَحَ ما حَواهُ
//
وَإِنْ فَكَّ اللُّجَامَ، فَمَا ضَمِيرٌ/
يُؤَنِّبُهُ بِجُرْمٍ قَدْ أَتَاهُ!!
//
وَمَا يُجْدِيهِ لَوْمٌ مِنْ خَلِيلٍ/
إِذَا شَكَّ الْفَضَائِلَ مَا رَمَاهُ!
//
فَمَنْ سَبَقَتْ بَصِيرَتَهُ لِسَانٌ/
فَقَدْ أَوْدَى بِمَا كَسَبَتْ يَدَاهُ
//
وَمَنْ أَرْسَى وَلَمْ يُشْرِعْ إِذَا مَا/
رَأَى الْإِعْصَارَ في أَقْصَى مَدَاهُ
//
تَسَنَّمَ بِالنَّبَاهَةِ كُلَّ فَخْرٍ/
وَنَالَ بِرُشْدِ مَنْطِقِهِ مُنَاهُ
..............................
** البيت بين هلالين للشاعر ابن شيخان السالمي

 

تعليق عبر الفيس بوك