صهيلُ بوحيَ صادحٌ


د. ريم سليمان الخش | باريس

بحرٌ يمورُ إذا ركبتُ صبابتي
ويُقايض المعنى الجموح بصبوتي
//
وتخرّ إنْ أشعرتُ أفئدة الورى
حول انزياحات الرؤى في دهشةِ
//
صهوات شعري للنجوم مآلها
وصهيلُ بوحيَ صادحٌ بمجرةِ
//
لأكون للشعر الجميل كمهرة
شمّاء تعدو في القلوب بألفةِ
//
(رامبو) و(فيرلان) اللذان تقمصا
نهر التفرد هادرا في مهجتي
//
لأفك أزرار الشعور بربوة
فيها الكروم اليانعات تدلّتِ
//
وأقدم البوح المدام عصارة
من رغبة مزجت بصفوة لذّتي
//
متجلّيا فيها الغرام عذوبة
ومرارة سبقت لذاذة قهوتي
//
يالاتساع النور ينشرُ بهجتي
ويغازل المعنى بعشب مودتي
//
ويزركش الدنيا بأبهى حلّةٍ
ليسيل في النهدين ضوء الرغبةِ
*
في حضرة الرؤيا يطيرُ مجنّحا
متصاعدا متثاقلا بالنشوة
//
هذي حروفي سرّها في طاقة
كونية ..زيتٌ يُصبُّ بشعلتي
//
الله أكبرُ ..قد سقاها عزّةً
وتضرّما وتشبّعا في الرؤية
//
الله أكبرُ ما الحروف تمخّضت
عن كنه عالمها الشفيف بقدرة
//
الماخرون مع اللظى ببحورها
والناهلون من الهوى في متعةِ
//
والملهَمون من اتقاد قصيدها
والقابضون على نيازك قوتي
//
الناس مثل النجم بعضٌ مضرمٌ
متأججٌ متلألئٌ في شدةِ
//
والبعض لايبقى طويلا نيّرا
يخبو سريعا في غياهبِ غُربة !!
//
جدليّةُ الأقطاب في طاقاتها
حيث استطاعتها الكمون تجلّتِ
//
وكواكبٌ لاتُستضاءُ بذاتها
وتروم للقطب المشع بحسرة !!
//
لو أنها تقفو احتراق مُفاعلٍ
في العمق يغلي قاذفا لشرارة
//
بلهاء لاتدري بأنّ إلهنا
من يصطفي كنيازكٍ وأهلّةِ
//
قدراتنا هبة الإله تكرّما
بي مايُضيئ مجرّةً في عتمةِ!
//
جدليّة المعنى كومضٍ جامحٍ
تياره شقَ القصيدَ بشحنة
//
في كل سطر طاقة وهّاجةٌ
وتجاذبٌ بين الحروف بقوة
//
وتدافعٌ وتمازجٌ وتولدٌ
حتى تقومَ بنصبها كمسلّةِ
//
يا للصدور إذا تمازج سحرّها
و تشرّبت  فيها الحروف برعشةِ
//
حتى تصير على أكفّ سحابة
دهماء تمتصُ الشعور بلذّةِ
//
لغزٌ يُحيرُ باقتفاء سماته
ويزيدُ قطبٌ باردٌ في الحيرة
//
فلتقتبس ماشاءت الأضواء من
صيرورتي وتفرّدي ونبوءتي
//
لكن إرادة ربّنا شاءت بأنْ
أبقى كلغز الخلق أسطعَ نجمة

 

تعليق عبر الفيس بوك