إسماعيل حقي الجنابي | العراق
يومٌ لظى .. وسَمَاً تمورُ تضوّرا
ومجامرً غمرٌ تطيحُ تكسّرا
//
مَنْ قالَ ان النّصرَ عنكَ تأخّرا
أو ضَلَّ نجمكَ في السُّراةِ وأدبرا
//
في يومِ ذي رَهَجٍ قد اهتاجَ الثَّرى
وهَفَتْ حشودُكَ طافحاتٍ في الذُّرى
//
بمرابضٍ للغيظ غَصـّتْ أعيناً
شـــَزَراً واكـبــادٍ تـُقــدُّ تحجـّـرا
//
في فتيةٍ لبسوا الشهادة بالدِّما
وتــأزَّروا الموتَ اليبابَ تأزّرا
//
بجحافلٍ عريِ الصدورِ ورايةٍ
مُضريّةِ القَسَماتِ تلمعُ في العرا
//
نُقِشَتْ عليها - اللهُ اكبرُ – فانضوتْ
كلُّ الكتائبِ والسرايا والسُّرى
//
دوّتْ ببسم الله فاحتشد المدى
صَفَّيْنِ . وانْفَلَتَ الزمانُ من العُرى
//
أولاءِ جندكَ يا عراقَ المجدِ .. ما
شحَّ الزمانُ عليك أو ما ٱستكثرا
//
الله صيّرَ من خُطاهُم مهرةً
دهماءَ أسرجتْ الرّياح الخُطـّرا
//
هم جندُ نصركَ ما تعاورتْ الوغى
وعَدَتْ عليها الحادثاتُ تكوّرا
//
الشّاهقون من اللّظى زّفّراتها
والقابسون من الصّواعق مَجْمَرا
//
ايقظ أباة الظيمِ قد زحف المدى
وتعثرت بالراكضين .. فما ترى
//
مُذ كنتَ والدّنيا سجالاً يُتّقى
وذرى المعالي في علاكَ تصـوّرا
//
قلقاً تعلّتُكَ النجومُ تَجُبُّها
فجْراً وتٓدّرئُ الخطوبَ تدبّرا
//
المنتخى صدرُ الصّفوفِ وبندها ال
(م) منصورُ باسمِ اللهِ اولُ من سرى
//
المتّــقي بالســيفِ كُـلَّ رزيـئةٍ
لَـدَدٍ وكـلَّ جســيمةٍ لا تُمترى
//
كم ليلةٍ حجريةِ الفلواتِ قد
عاقرتَها النّجوى ففاضتْ أنهرا
//
تلقي عليك من الدّثار توجساً
طيَّ الجوانحِ لا يُمسُّ ولا يـُرى
//
بكرتْ بداوتها الطّعانَ وأُسرجتْ
هبـواتها فـوق الرّمال تهجّــرا
//
حملوا عليك . وأنت أنت عراقُ صو
(م) تِ الله كم دوّى هناك وزمجرا
//
وبنو عمومتك الخفاف تفيئوا الـ
(م) سلوى فبتَّ الواحدَ المُسْتنفرا
//
فأمنتهم والرّوعُ يختبطُ الحشا
خبطاً كنفضِ الرّيحِ موتاً أصفرا
//
بينا توافدتْ الحتوفُ قوافلا
والليــلُ طـفـلٌ لا يمـرُّ بـه كــرى
//
مالوا بأعناق الخيول على العدا
ولقد قروا منهم طيورا اوطرا
//
ولقد سقوا بشفابالرماح مراشفاً
غورا وخُلـّفَتْ النّواعبُ حُسّـرا
//
فعراق من لولاكَ دارؤها وغىً
ومُعـِزُّها ثبْتاً ومُمْسكها عُـرى
//
فاذا أنتخيتَ ، وهـُزّ رمحٌ ذابلٌ
غيظـاً ، وأبرقتْ الخطوبُ على الورى
//
رفَّــتْ لكَ الرّاياتُ رفَّ سُراتِها
وهَـفَـتْ سمـواتٌ وجـاءتْ بُشـًّـــــرا
//
في فتيةٍ لبسوا الشهادةَ بالدما
وتأزّروا الموتَ اليبابَ تأزّرا
//
وأتَوكَ بالفتح العظيم واطلقوا
سـُرُفـاتِهم تــرعى الفلولَ الذُّعـَّـرا
//
فلئنْ تعاقبتْ المنونُ فكرّةٌ
أخرى ، وأخرى ، لا يُملُّ لها سُرى
//
للحـرِّ عاداتٌ وليس بوسعِهِ
بـدلٌ ولـو هفتْ السماءُ على الثرى
****
صبراً عراقَ الصّابرين .. سينجلي
ذاك الظلامُ بما أشاحَ وكدّرا
//
يا عاصباً جرحَ الحسين بجرحهِ
وشماً على زنديهِ طيناً أسمرا
//
النصرُ نصرُكَ يا ابنَ خيرِ أُرومةٍ
يا فتحها العربيَّ موسوم الثرى
//
يا موطني يا مزدهى حلمي ويا
قلبي الذي لو قيلَ ما اسمكَ ما درى
//
هبني سناءكَ لو سنحتَ سويعةً
كيما أقولَ الشعرَ فيك وأُبهــرا
//
حتى اذا هَرمَ الغمامُ وجئتُه
مستمطراً يوما سقاني الكوثرا
//
هذا الذي تفدى النّفوس لأجله
شغفا بجنات النهر أن تحشرا