الأبوَّةُ الشّائكة


أريج سعود | سوريا

الأبوَّةُ في زَمنِ الدَّمّ
كَمْشَةُ سَكاكِرَ
وَ عُلبَتينِ منَ الثَّلْجِ ، غيرِ المُقَطَّع
ظَهْرٌ يُعطي كُلَّ الجهاتِ
استدارةً مُرّةً..
شائِكةَ الأصابعْ
بَعضُ طِلاءِ الأظافِرِ التُّوتيّ
إنْ مَحوتُهُ،
كَفيلٌ بالرُّجولَةِ هُنا
تُضْحكُني نَكهةُ النّعناعِ الصِّناعيِّ في قُبلَة!
حيثُ الشِّفاهُ تتَشقَّقُ نازفَةً
لُعبَتينِ
وَ نبْضةً تقولُ لي :
*أمّي خُذِيْني معَكِ* !!
أيُّ مخاضٍ أنتَ؟
أيُّ مخاضْ
مَولودُه أصفَرُ ، لا يفقَهُ الحَياةَ
وَ لَن

الأبوَّةُ في زَمنِ الدَّمّ
حَريٌّ بِها الجَلَدْ
أو حَبلٌ يلتَفُّ حَولَ أغْنياتِ الحُبِّ
يَخنقُها مِن تلْقاءِ القَضيَّة
كَم أنتِ سَاخِرةٌ ، تَواقيعُنا الزَّرقاءُ
حِبرٌ على وَجَع
بعدَ خُطوتِنا الأولى ، تعلنُ نَفسَها
مِن عائلةِ الغُبارْ
وَ هُنا ، في هَذهِ المدينَةِ العَجيبةِ
تَمْشي الأرجُلُ
بِلا رُؤوسِ أصْحابِها
بلا قُلوبِهِم
بَريئَةٌ هيَ الخارِطةُ
وَ حِجارَةُ البُيوت
فَما كُلُّ مَا نَذرفُهُ.. يَنْتَمي إلينا
وَ لا كُلُّ مُلتَصِقٍ بِوجوهِنا المُبهْرَجَةِ..
سُحْنةٌ
سامِحِيْنا ، عُهودَ العَجَائِبِ
دَنّسْناكِ بِبَشريَّةٍ سَقيْمَة
عُقْمُنا فاضِحٌ
يَفْقأُ الأبْصارَ
إنْسانيَّتُنا .. مَوهوبَةٌ لعلامَةِ اسْتفهامٍ خَبيْثَة
نُبْقي الحَقَّ مسْموماً خَلْفَنا
وَ ظَهرُنا..
شائكٌ جِدّاً ..

 

تعليق عبر الفيس بوك