ضوء.. وجياع.. وثورة ..

د. ريم سليمان الخش | باريس

 

أرسل بروقك لا تأبه بمن حُرقا
إني أحبك مثل الضوء مُخترقا
//
إني اصطفيتك نزفا من تمرده
سيف الاباء علا من رعشتي امتشقا
//
سيفا يُغيّرُ مجرى الأرض تُغمده
بين الفصول لظى مخضوضبا نزِقا
//
هامت بك الأرض مذْ أدمنتها قلقاً
حيث الدماء بها زادتكما شبقا
//
سيلُ الجياع طغى يبغي سنابلها
كلّ العيون على من فزَّ ممتشقا
//
لاجوعَ يُخمده الإعصار مندفعا
لاخوفَ يمكثُ بالأحشاء ملتصقا
//
لاسدَ يكتم من عرّتكَ صرخته
هوتْ على جوعك الوحشيّ فانطلقا !
//
من جمرِ أوجاعك الحمراء توقده
قنديل صرخته ماانفك منعتقا
//
الآن يسمعه من ظلّ منتظرا
الآن يعزف لحن الفجر منبثقا
//
لاشيء يفنى ّ!..نعم.. وعدا ستبلُغُه
وإنْ رأيت هزيع الظلمِ منطبقا ّّ!!
//
جمرا ويحسبه الطاغوتُ منطفئا
حتى يقضَّ عروشَ التيه مخترقا
//
هل ظنّت الريح أن الأرض هامدة؟
أو أنّ صوتَ عذاباتٍ بها اختنقا ؟!!
//
برقُ الصقور بدا في الجوّ ملتمعا
حشدُ العذاب هنا من جوّفها انبثقا
//
جسر التوجع ممتدٌ لسرمده
نهر الدموع علا يستنهضُ الأفقا
//
مابين نصلك والشطين قافلة
من الضحايا ومن أشلاء من غرقا
//
الأرض ياللأرض كم أنّت لمحنتهم
كم راودتك لكي تشتاطَ محترقا
//
فاحفر بنزفك درب العابرين ولا
يعيقك القهر أن تلقاه مستبقا
//
إنّ اشتعالك جنح الليل معجزة
حقٌ على الدهر أن تبقى وتُعتنقا
//
إني اتبعتك ياضوءا يشعُ رؤى
لايأسَ يُطفئُ من بالضوء قد صُعقا

تعليق عبر الفيس بوك